المرضى، وإعادة الضائع، وإرشاد الضال، وغيرها من الأمور.
وكلام الجزائري - حفظه الله - مختص بهؤلاء، وأما ذكره التوسل ضمن كلامه، فلا يدل على أنه يذهب إلى وصف من يعتقد جواز التوسل بالصالحين من غير دعاء لهم أو استغاثة بهم إلى الكفر من وجهين:
الأول: أنه عطف التوسل بـ "واو العطف" على ما قبلها من دعاء الصالحين، والاستغاثة بهم، فهذا ظاهر أنه أراد بذلك مجموع تلك الأفعال معًا، لا كل فعل على وجه الخصوص، ومن ثمَّ فهذا محمول على دعاء غير الله تعالى المشوب بالتوسل الذي يعتقد فيه صاحبه تأثير المتوسل به في الأسباب، وأنه قادر على النفع والضر.
ثم وجدت عنه - حفظه الله - ما يؤيد ذلك، فقد بيَّن في كتاب آخر أن التوسل عنده الذي يُحكم على صاحبه بالكفر هو دعاء غير الله تعالى، والاستغاثة بهم، ولا خلاف بين أهل العلم على كفر من عبد غير الله، أو صرف أي نوع من العبادة إلى غيره تعالى.
قال الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه "وجاءوا يركضون مهلًا يا دعاة الضلالة"(ص: ٧٤):
"كان سلف الأمة الصالح، نبيها وصحابته وتابعوهم وتابعو تابعيهم بإحسان كل يتوسل إلى الله تعالى في قضاء حوائجه من جلب خير، أو دفع ضر بإيمانه، وعمله الصالح، وذلك إلى أن