مع أن كتب العلم الذي يَنْسِبُون أنفسهم إليه لا تخلو من مباحث في فقه الخلاف، وأدب الاعتراض.
وقد شاعت اليوم وانتشرت ظاهرة التضليل، والتجهيل، والتطاول على أهل العلم، لا سيما أهل السنة والجماعة، ويا ليتها تكون بحوثًا علمية يُنتفع بها، أو مساجلات فقهية أو عقدية يُرجع إليها، ولكنها لا تعدوا كونها نقولًا محرَّفة، أو مذاهب مرجوحة، أو أقوالًا مطروحة، يُحشد لها خيول الأحاديث الساقطة، وركاب الأخبار الواهية.
وبعد ....
فقد رأيت كتابًا لأحد الباحثين (١) تناول فيه مسألة التوسل
(١) وهذا الباحث المشار إليه هو ذاك المدعو: محمود سعيد ممدوح، وكتابه المومأ إليه هو كتاب: "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة"، وله عدة مصنفات أخرى سار فيها على نفس منهجه في هذا الكتاب، من كيل السباب للأئمة الأعلام، لا سيما الشيخ الألباني حفظه الله، فبعد أن كان متخرجًا على كتبه، واصفًا له بالعلم والإمامة والتقدُّم، عاد ذامًا له، لا يخلو كتاب من كتبه من التعرض للشيخ حفظه الله، وانظر ما خطه هو بيمينه في الثناء عليه، والتقديم له على غيره في مقدمة كتاب "آداب الزفاف" للشيخ الألباني.