للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عبد الله بن الزبير: من كان يطلب عمرو بن الزبير بشيء فليأتنا نقصه منه. فجعل الرجل يأتي فيقول: نتف أشفاري (١). فيقول انتف أشفاره.

وجعل يقول الآخر: نتف حلمتي (٢). فيقول: انتف حلمته. وجعل الرجل يأتي فيقول: لهزني (٣) فيقول: الهزة. وجعل الرجل يجيء فيقول: نتف لحيتي فيقول: انتف لحيته. وكان يقيمه كل يوم. ويدعو الناس إلى القصاص منه سنة.

فقام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فقال: جلدني مائة جلدة بالسياط. وليس بوال. ولم آت قبيحا. ولم أركب منكرا. ولم أخلع يدا من طاعة. فأمر بعمرو أن يقام. ودفع إلى مصعب سوطا وقال له عبد الله بن الزبير: اضرب. فجلده مصعب مائة جلدة بيده. فنغل (٤) جسد عمرو فمات. فأمر به عبد الله فصلب.

قالوا: ونحى عبد الله بن الزبير. الحارث بن خالد (٥) عن الصلاة بمكة.

وكان عاملا ليزيد بن معاوية عليها. وأمر مصعب بن عبد الرحمن أن يصلي


(١) الأشفار: حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر وهو الهدب (لسان العرب:
٤/ ٤١٩).
(٢) الحلمة: هي رأس الثدي (المصدر السابق: ١٢/ ١٤٨).
(٣) اللهز: الدفع والضرب بجمع اليد في الصدر وفي الحنك (المصدر السابق:
٥/ ٤٠٧).
(٤) نغل: النغل: هو الفساد يقال: نغل الجرح نغلا: فسد. ونغل الأديم إذا عفن وتهرى في الدباغ فيفسد. والمراد ضرب حتى تهرى جلده وفسد من كثرة الضرب. (لسان العرب: ١١/ ٦٧٠ مادة نغل).
(٥) هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي الشاعر. أخو عكرمة بن خالد المحدث (انظر ترجمته في نسب قريش: ص ٣١٣ - ٣١٤، والجرح والتعديل:
٣/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>