للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أم بكر بنت المسور. عن أبيها. قال: لما ولى عبد الرحمن بن عوف الشورى. قلت: إن تركي خالي وقد تحمل أمر المسلمين خطأ. فلزمته لزوما لم أكن ألزمه. ولم يك شيئا أحب إلي من أن يليها عبد الرحمن أو سعد.

فخرجت يوما فأدركني عمرو بن العاص فناداني: يا مسور. يا مسور.

فأقبلت عليه فقال: ما ظن خالك بالله إن ولى أحدا وهو يعلم أنه خير ممن يولي (١)؟ قال المسور: فقال لي شيئا أشتهيه. فجئت عبد الرحمن بن عوف فوجدته مضطجعا في رش دار المال (٢) واضعا إحدى رجليه على الأرض.

فقلت له: لو رأيت رجلا قال لي: كذا وكذا. فجلس فقال لي: من هو؟

فقلت: لا أخبرك. فحلف لا يكلمني إذا. فأخبرته فقال: والله لئن توضع


(١) في ترجمة عبد الرحمن بن عوف من الطبقات الكبرى: ٣/ ١٣٣ جاءت العبارة هكذا:، ما ظن خالك بالله إن ولي هذا الأمر أحدا وهو يعلم أنه خير منه،.
قال المسور: فقال لي ما أحب. وبذلك تتضح العبارة وأن الضمير في قوله:
، وهو يعلم أنه خير ممن يولي، راجع إلى عبد الرحمن بن عوف.
(٢) رش دار المال: الرش: هو الماء الذي يرش به الأرض حتى يلطف الجو والرشاش: أول المطر أو المطر الخفيف. ودار المال هي التي توضع فيها الأموال العامة. فكان عبد الرحمن مستظلا بظل دار المال وقد رشت له الأرض (وانظر لسان العرب، مادة رشش: ٦/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>