للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستثناء ما يرد بعد جملة واحدة مفيدة, ومنه ما يرد بعد جمل ونحن ننظر في هذين الصنفين جميعا فنقول:

١٨٥ إن الاستثناء الذي من جنس المستثنى منه مما لا خلاف فيه وإنما الخلاف في وقوع المستثنى من غير جنس المستثنى منه. وهذا قد منعه قوم وقالوا لا معنى لاستثناء ما لم يتضمنه القول المتقدم، وتسمية مثل هذا استثناء هذر. وأما الذين أجازوه فقد تمسكوا بوقوع ذلك لغة من ذلك قوله تعالى (فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) وقوله تعالى (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة حاضرة)

وفي مثل هذا قول الشاعر:

وأما بالربع من أحد إلا الأواري (١)

والأواري ليس ينطلق عليها اسم أحد وقول الآخر:


(١) هذه أجزاء من بيتين للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٤-١٥ رقم ١ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعارف القاهرة ط٢ سنة ١٩٨٥ قالها يمدح النعمان بن المنذر ويعتذر إليه مما بلغه عنه فيما وشى به بنو قريع في أمر المتجردة:
وقفت فيها أصيلانا أسائلها عيت جوابا وما بالربع من أحد
إلا الأواري لأياما أبينها ... والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
والربع: منزل القوم وكأنه سمي بذلك لإقامتهم فيه زمن الربيع
والأواري محابس الخيل ومرابطها وأحدها أرى
وورد البيتان في القلب والابدال لابن السكيت ص٥ والمقتصد لعبد القاهر الجرجاني ٢/٧١٩ ومجاز القرآن ١/٣٢٨ وجمل الزجاجي ص٢٣٩-٢٤٠ (عبد العزيز الساوري) .

<<  <   >  >>