رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ٧١ - ٧٢]. وقال الله تعالى:{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[الزمر: ٦١].
[المطلب المتمم للعشرين المتقون في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر]
المتقون على اختلاف أجناسهم على مر التاريخ الإنساني هم أهل الجنة، وقد أسلفت القول: إن جميع الرسل والأنبياء جاؤوا بالتقوى، وكانوا على التقوى، وأمروا بها، وتقوى كل رسول والصادقين من أتباعه تكون بحسب ما شرع الله لهم، فقد كان من التقوى عند بني إسرائيل عدم العمل في يوم السبت، وصلاتهم كانت صلاتين، ويصلونها وفق ما شرع الله تعالى لهم، وصومهم بحسب ماشرع الله لهم، وليس ترك العمل في يوم السبت من التقوى في شريعتنا، وفرض الله علينا الصلاة خمساً، وكذلك الصوم والزكاة، وفيها بعض ما نخالف فيه شريعة التوراة، فالصوم عند بني إسرائيل من الفجر إلى الغروب، ثم يباح لهم الطعام والشراب والنكاح إلى الفجر، ما لم ينم الواحد منهم، فإذا نام قبل الفجر حرمت عليه المفطرات إلى غروب الشمس من اليوم التالي، وكان الأمر في أول الإسلام كذلك، ثم أباح الله ذلك كله إلى الفجر ناموا أو لم يناموا.
وقد أكثر الله تعالى من إخبارنا في كتابنا عن مصير المتقين، وأعلمنا ربنا أن {وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}[الزخرف: ٣٥]، وقال:{وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ}[الأعراف: ١٦٩].