أثنى الله - تبارك وتعالى: - على الصحابة الذين التزموا بكلمة التقوى في عزوة الحديبية، قال تعالى:{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[الفتح: ٢٦].
والمراد بالذين كفروا الذين جعلوا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية كفار قريش الذين أخذتهم الحمية، فخرجوا متعالين مستكبرين، وأصرُّوا على منع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الوصول إلى الحرم وأداء العمرة، وعندما كتبوا العهد بينهم وبينه رفضوا أن يكتبوا "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله" فأنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وألزمهم كلمة التقوى، وهي قول: لا إله إلا الله، فعن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}[الفتح: ٢٦] قال: «لا إله إلا الله» [قال الترمذي (٣٢٦٥): هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن قزعة، وحكم الشيخ ناصر الدين الألباني عليه بالصحة. صحيح الترمذي: ٢٦٠٣].
وقال ابن عباس في قوله تعالى:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}[الفتح: ٢٦]"شهادة أن لا إله إلا الله"[وصححه محقق ابن كثير: ٥/ ٦٢٦] وقال بمثل هذا القول عليٌّ وابن عمر وعطاء بن أبي رباح، والمسور، وسعيد بن جبير، وعطاء الخراساني، والزهري، وقتادة. [ابن كثير: ٥/ ٦٢٧].