[المطلب العاشر بشرى الله للمتقين في الدنيا والآخرة]
أخبرنا الله - تبارك وتعالى - أنه يبشر المتقين في الحياة الدنيا والآخرة، قال تعالى:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفُ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[يونس: ٦٢ - ٦٣].
وهذه البشرى تسوقها الملائكة إليه عندما تحضر لقبض روحه، تبشره بالجنة والمغفرة، وتقول له: لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد، نحن أولياؤك في الحياة الدنيا والآخرة، ولك ما تشتهي نفسك، ولك ما تقرُّ عينك، نزلاً من غفور رحيم {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}[فصلت: ٣٠ - ٣٢].
وجاء في الحديث الذي يرويه البراء:«إن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيها الروح الطيبة إلى روح وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج من فمه، كما تسيل القطرة من في السقاء» [حكم محقق ابن كثير (٣/ ٥٠٠) على هذا الحديث بالصحة، وعزاه إلى عبد الرازق وأحمد والحاكم].
وفي يوم القيامة تتلقى الملائكة الأتقياء تبشرهم وتطمئن قلوبهم، قال تعالى:{لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: ١٠٣].