قال الفيروز آبادي متحدِّثاً عن فضل التقوى وعظيم شرفها:"اعلم أن التقوى كنز عزيز، إن ظفرت به فكم تجد له فيه من جوهرٍ شريف، وعلقٍ نفيس، وخير كثير، ورزق كريم، وغنمٍ جسيم، وملك عظيم، فهي الخصلة التي تجمع خير الدنيا والآخرة، وتأمَّل ما في القرآن من ذكرها كم علَّق بها من خير، وكم وعد عليها من ثواب، وكم أضاف إليها من سعادة"[بصائر ذوي التمييز: ٥/ ٢٥٩].
وقال الأستاذ وهبة الزحيلي:"التقوى قاعدة الإسلام، وجماع الخير، والعاصم من كل شرٍّ، والباعث على كل فضيلة، وخلق كريم، وهي أساس النجاة في الدنيا والآخرة، وسبيل السعادة، وطريق التوصل إلى الطمأنينة والاستقرار، والشعور بالرضا والارتياح، بل وسبب تيسر الرزق الحلال"[أخلاق المسلم، ص ٥٢].
[المطلب الأول التقوى الخصلة التي تجمع خير الدنيا والآخرة]
قال الفيروز آبادي مبيناً كيف كانت التقوى هي الخصلة الجامعة لخير الدنيا والآخرة: "أليس الله سبحانه أعلم بصلاح العبد من كلِّ أحد، ولو كانت في العالم خصلةٌ هي أصلح للعبد وأجمع للخير، وأعظ للأجر، وأجلُّ في العبودية، وأعظم في القدر، وأولى في الحال، وأنجح في المآل من هذه الخصلة التي هي التقوى لكان الله سبحانه أمر بها عباده وأوصى خواصّه بذلك؛ لكمال