الجنة، أشتهي رحمة الله، لا يزيد على ذلك، فجئته بماء حار فمدّ يد، فوضأته وقت الفجر، فقال: يا عبد الله، قم صلِّ بنا وخفف، فصلَّيت بالجماعة، وصلَّى جالساً، ثم جلست عند رأسه، فقال: أقرأ يس، فقرأتها، وجعل يدعو وأنا أؤمّن، فقلت: هنا دواء تشربه، قال: يا بني ما بقي إلا الموت، فقلت: ما تشتهي شيئاً؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله سبحانه، فقلت: ما أنت عني راض؟ قال: بلى والله، فقلت: ما توصي بشيء؟ قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد عليَّ شيء، قلت: توصيني. قال: أوصيك بتقوى الله، والمحافظة على طاعته، فجاء جماعة يعودونه، فسلموا، فردّ عليهم، وجعلوا يتحدثون، فقال: ما هذا؟ اذكروا الله، قولوا: لا إله إلا الله، فلما قاموا جعل يذكر الله بشفتيه، ويشير بعينيه، فقمت لأناول رجلاً كتاباً من جانب المسجد فرجعت، وقد خرجت روحه، رحمه الله" [سير أعلام النبلاء: ٢١/ ٤٦٧].
٣ - ومنهم الشيخ الصالح أبو البركات، إسماعيل بن أبي سعيد أحمد بن محمد ابن دوست النيسابوري، قال ابن سكينة: كنت حاضراً لما احتضر، فقالت له أمي: يا سيدي، ما تجد؟ فما قدر على النطق، فكتب على يدها:{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}[الواقعة: ٨٩] ثم مات [سير أعلام النبلاء: ٢٠/ ١٦١].
٤ - ومن هؤلاء أبو الوقت الشيخ الإمام الزاهد الخير، شيخ الإسلام، مسند الآفاق، عبد الأول بن الشيخ المحدث المعمر أبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السِّجزيُّ، ثم الهرويُّ المالينيّ.
قال يوسف بن أحمد الشيرازي في "أربعين البلدان" له: لما رحلت إلى شيخنا رحلة الدنيا ومسند العصر أبي الوقت، قدَّر الله لي الوصول إليه في آخر بلاد كرمان، فسلمت عليه، وقبلته، وجلست بين يديه، فقال لي: ما أقدمك