تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجارتكم إلى الشام؟ يعني عليهم. فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها، وثاروا إليه، فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه [الحديث أخرجه البخاري في الفضائل، باب إسلام أبي ذر، وأخرجه مسلم في فضائل أبي ذر].
وعن أبي حرب بن أبي الأسود قال: سمعت عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر»[رواه الإمام أحمد، والحديث أخرجه أيضاً باختلاف يسير الترمذي بسند حسن في مناقب أبي ذر برقم ٣٨٠٣ وابن ماجه في المقدمة برقم ١٥٦ والطبراني والبزار].
٨ - خطبة أبي ذر في المسلمين عند الكعبة: وعن سفيان الثوري قال: قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة فقال: يا أيها الناس أنا جندب الغفاري، هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق، فاكتنفه الناس، فقال: أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفراً أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلّغه؟ قالوا: بلى: قال: فإن سفر طريق القيامة أبعد ما تريدون، فخذوا ما يصلحكم. قالوا: وما يصلحنا؟ قال: حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يوماً شديداً حرُّه لطول النشور، وصلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها أو كلمة شر تسكت عنها لوقوف يوم عظيم، تصدَّق بما لك لعلك تنجو من عسيرها، اجعل الدنيا مجلسين مجلساً في طلب الحلال، ومجلساً في طلب الآخرة، الثالث يضرك ولا ينفعك لا ترده، اجعل المال درهمين درهماً تنفقه على عيالك من حلّه، ودرهماً تقدمه لآخرتك، الثالث يضرك ولا ينفعك لا ترده.
ثم نادى بأعلى صوته: يا أيها الناس قد قتلكم حرصٌ لا تدركونه أبداً.
٩ - أبو ذر يرسل إلى صاحب له أصبح أميراً يعظه: وعن نافع الطاحي قال: مررت بأبي ذر فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أتعرف