للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و - وعن رجاء بن حيوة قال: كان عمر بن عبد العزيز من أعطر الناس وأخيلهم في مشيته، فلما استخلف قوّموا ثيابه اثنى عشر درهماً: كمّته (١) عمامته وقميصه وقباءه وقرطقه (٢) ورداءه وخفَّيه.

ز - وعن يونس بن أبي شبيب قال: شهدت عمر بن عبد العزيز وهو يطوف البيت وإن حجزة إزاره لغائبةٌ في عكنه (٣). ثم رأيه بعد ما استخلف ولو شئت أن أعدَّ أضلاعه من غير أن أمسها لفعلت.

ح - وعن مسلمة بن عبد الملك قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لفاطمة بنت عبد الملك: يا فاطمة، اغسلي قميص أمير المؤمنين، قال: نفعل إن شاء الله، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت: يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين، فإن الناس يعودونه؟ قالت: والله ماله قميصٌ غيره.

ط - وعن الفهري عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاح الفيء، فتناول ابنٌ له صغيرٌ تفاحة، فانتزعها من فيه فأوجعه، فسعى إلى أمه مستعبراً، فأرسلت إلى السوق، فاشترت له تفاحاً، فلما رجع عمر وجد ريح التفاح فقال: يا فاطمة هل أتيت شيئاً من هذا الفيء؟ قالت: لا. وقصّت عليه القصة فقال: والله لقد انتزعتها من ابني لكأنما نزعتها عن قلبي، ولكن كرهت أن أضيع نصيبي من الله عز وجل بتفاحةٍ من فيء المسلمين.


(١) الكمة: القلنسوة المدورة لأنها تغطي الرأس.
(٢) القرطق (بضم القاف وفتح الطاء): قباء ذو طاق واحد، معرب.
(٣) كناية عن السمنة والعكنة: ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمناً ... جمع: عكن.

<<  <   >  >>