فلولا أن الله تعالى يعلم أن ما أطال به الحديث عن الجنة والترغيب فيها، والحديث عن النار، والترهيب منها هو الذي يصلح عباده، لما حدثنا طويلاً عنهما.
الثاني: أن الرسل - صلى الله عليه وسلم - والرسل والأنبياء السابقين، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن بعدهم كانوا جميعاً يطلبون الجنة، ويخافون النار، فقد قال رب العزة محدثاً عن الأنبياء السابقين {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء: ٩٠].
وعندما قال أحد الصحابة للرسول - صلى الله عليه وسلم -: والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكني أتشهد ثم أقول:«اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار» قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «حولها ندندن»[مسند الإمام أحمد، ١٥٨٩٨].
فهؤلاء اختطوا طريقاً مخالفاً لطريق الرسل والأنبياء والمؤمنين، وما أسوأ أن يختط العبد طريقاً مخالفاً لطريق هؤلاء على مرّ التاريخ والأزمان وهؤلاء هم الفائزون السعداء الذين قال الله تعالى فيهم: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ