للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* ومما أنشده الشيخ الإمام العالِم العلامة الحافظ شمس الدين محمد الشهير بابن ناصر الدين:

خَيْرُ المِيَاه بِلَا نِزَاعٍ زَمْزَمُ ... لَا السَلْسَبيلُ، وكَوثَرًا يَتَقَدَّمُ

عَلِم النَّبيُّ مِياهَ جَنَّةِ رَبِّهِ ... وَيقولُ زَمْزَمُ: خَيْر ماءٍ فَافْهَمُوا

لَا يَلْتَقي أَبدًا ونارَ جَهَنَّمٍ ... في جَوْفِ مَنْ هُوَ في الحَقِيقَةِ مُسلِمُ

يَنْفي النِّفاق تَضَلُّعٌ مِنْ شرْبهِ ... يَشْفِي السُّقَامَ طعامُ طُعْم يُعْلَمُ

بِيرٌ مُبَاركةٌ وبرُّ (١) طيْبَةٌ ... شَيَّاعَةُ أُمُّ العِيالِ وَزَمْزَمُ

وكَذَا الدَّوَاءُ وَهَمْزةٌ مَظْنُونَةٌ ... وَشَرَابُ أَبْرارٍ بذاك تُتَرْجَمُ

وتطلع (٢) فيها يَكُونُ عِبَادَةً ... وجَلَا العُيُونِ وَللخَطايا يهَدِمُ

تَسْقي الحَجيجَ وَلَا تُذَمُّ بِخِلَّةٍ ... تَفْنَى المِياهُ وَمَاؤُهَا لَا يُعْدَمُ

وَمِنَ الجنانِ الله أخْرَجَ ماءَها ... سُقْيَا لِهاجَرَ حَيْثُ لا هي تَعْلَمُ

وَبِمَائِهاَ جبْرِيلُ، قَلْبَ مُحَمَّدٍ ... غَسْلًا أَجادَ، فَعَادَ وهو مُكَرَّم

ملآنَ إيمانًا يُجَلُّ وحِكمَةً ... يَدْعُو بِهَا، يا سَعْدَ مَنْ يَتَقَدَّمُ

(٢٧ /أ) لإجابَةِ الدَّاعي النّبيّ مُحَمّدٍ ... خَيْر الوَرَى عِنْدَ العظيمِ مُعَظَّمُ

صَلَّى عَلَيه ربُّهُ أَعْلا الَّذي ... صَلَّى عَلَى عَبدٍ يُعَزُّ ويُكرَمُ

وعَلَى الأكارِمِ (٣) آِلهِ وَصِحَابِهِ ... أَزْكَى السَّلام يعُودُ إِذْ هُوَ يُخْتَمُ

- انتهى-

* وقد صرَّح الشيخ في نظمه هذا بأن زمزم خير من الكوثر. وقد تقدم كلام البلقيني في الباب قبله.


(١) في "ق" "وبير".
(٢) في "ق" "تضلع منها منها" بتكرير "منها" وفي "س" "تضلع فيها".
(٣) في "م" "الأركام".

<<  <   >  >>