* ذكر الفاكهي؛ أن المسجد -يعني الحرام- كان (١٢/ أ) محاطًا بالدُّور على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فضاق على الناس، فوسَّعه عمر رضي الله تعالى عنه واشترى دُورًا فهدمها وأعطى لمن أبي أن يبيع ثمن داره، ثم أحاط عليه بجدار قصير دون القامة ورفع المصابيح على الجدار، قال: ثم كان عثمان رضي الله عنه فزاد في سعته من جهات أخرى، ثم وسَّعه عبد الله ابن الزبير ثم أبو جعفر المنصور ثم ولده المهدي.
قال: ويقال: إن ابن الزبير سقفه أو سقف بعضه ثم رفع عبد الملك بن
مروان جدرانه وسَقَفه بالساج. وقيل الَّذي صنع ذلك ولده الوليد، قال ابن
حجَر: وهو أثبت، وكان سنة ثمانِ وثمانين.
* وذكر الأزرقي؛ أن المسجد الحرام كان فناء حول الكعبة وفضاء للطائفين، ولم يكن له على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر رضي الله عنه جدار يحيط به، وكان (١) الدور مُحدقة به وبين الدُّور أبواب يدخل الناس من كل ناحية، فلما استُخلف عمر وكَثر الناس وضيقوا على الكعبة وألصقوا دُورهم بها قال عمر رضي الله عنه إن الكعبة بيت الله ولا بد للبيت من فناء؛ وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم، فاشترى تلك الدُور من أهلها وهدمها