[الباب الثاني والأربعون في الطريق من المزدلفة إلى عرفة]
* لها طريقان:
أحدهما: طريق المأزميْن.
والأخرى: طريق ضبّ، وهذه الثانية: طريق مختصرة من المزدلفة إلى عرفة، وهي من أصل المأزمين عن يمينك وأنت ذاهب إلى عرفة. وقد ذكروا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلكها حين غدا إلى عرفة، وقال ذلك بعض المكِّيين، وقاله القاضي أبو يَعْلى وجماعة من علمائنا.
وقال عطاء: طريق ضب: هي طريق موسى بن عمران عليه السلام؛ ولأجل هذا: قال علماؤنا: إذا دفع من عرفات سار على طريق المأزمين احترازًا من طريق ضب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سار إلى عرفة على طريق ضب، ولما رجع إلى المزدلفة سار على طريق المأزمين.
وهذا على عادته - صلى الله عليه وسلم -؛ في أنه إذا ذهب إلى عبادة: ذهب في طريق، وإذا رجع: رجع في أخرى.