للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبَنى المسجد المحيط بها واتخذ جدارًا.

ثم لما استُخلف عثمان رضي الله عنه اشترى دورًا أُخَر ووسَّعه أيضًا وبنى المسجد والأروقة، وكان عثمان رضي الله عنه أول من اتخذ الأروقة، فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عُمُدًا من الرخام وزاد في أبوابه وحسَّنها. فلما كان عبد الملك بن مروان، زاد في ارتفاع حائط المسجد، وحمل إليه السواري في البحر إلى جدة واحتُملت من جدة على العَجَل إلى مكة. وأمر الحجَّاج فكساها. ثم كان الوليد بن عبد الملك، فزاد في حِلْيتها وضرب في (١٢/ ب) ميزابها وسقفها ما كان في مائدة سليمان عليه السلام من ذهب أو فضة. وكانت قد احتُملت إليه من طليطلة من جزيرة الأندلس. فلما كان أبو جعفر المنصور وابنه محمد الهادي؛ زاد في إتقانه ولم يُحذَف منه بعد ذلك.

* وذكر ابن الجوزي في "مثير الغرام الساكن" (١) في كيفية بناء المسجد الحرام: أنَّه كان صغيرًا ولم يكن عليه جدار إنما كانت الدور محدِقة به وبين الدُور أبواب يدخل الناس من كل ناحية فضاق على الناس المسجد، فاشترى عمر بن الخطَّاب دُورًا فهدمها ثم أحاط عليه جدارًا قصيرًا، ثم وسمع عثمان فاشترى من قوم، ثم زاد ابن الزبير في المسجد واشترى دُورًا فأدخلها فيه، وأول مَن نقل إليه أساطين الرخام وسَقَفه بالساج المزخرف الوليد بن عبد الملك، ثم زاد المنصور في شقه الشامي، ثم زاد المهدي، وكانت الكعبة في جانب؛ فأحب أن تكون وسطًا فاشترى من الناس الدُور ووسَّطها.


(١) في "ق" "مثير العزم الساكن".
وقد ذكر محقق الكتاب أن له تسميتين (١/ ٣٣).

<<  <   >  >>