للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلام، وأن الصريخ يأتيه بأن ذا السويْقتين وأصحابه قد ساروا إلى البيت لهدمه، فيبعث إليه عيسى عليه السلام طائفة ما بين الثمان إلى التسع.

* وقال القرطبي: الصحيح أن خرابه يكون بعد رفع القرآن من الصدور والمصاحف (١)، وبه جزم السهيلي، وذلك: بعد موت عيسى عليه السلام.

ويوافق الأول ما في كتاب "الملاحم والفتن" لنعيم بن حماد من حديث عبد الله بن عمر: "وتخرج الحبشة بعد نزول عيسى عليه السلام فيبعث عيسى عليه السلام (٢) طليعة فيُهزَمون، وفي رواية، يهُدَم مرتين وُيرفع الحجر في الثالثة".

* وذكر ابن بطَّال في "شرح البخاري": أن تخريب الحبشة يحصل، ثم تعود حُرمتها ويعود الحج إليها. واحتجّ بما رواه البخاري من حديث أبي سعيد قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليحجَّنّ البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج" (٣).

ورُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال، قال الله تعالى: "إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته، ثم أخرِب الدنيا على أثره".

وقال الحاكم في "مستدركه": يمكن أن يُحَج وُيعتمر بعد ذلك، ثم ينقطع الحجّ بمرّة (٤).

قلت: ما صحَّحه القرطبي ظاهر، وهو موافق لرواية الإمام (٥) أحمد


(١) "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" (٢/ ٧٠٧).
(٢) "السلام" سقطت من "م".
(٣) رواه "البخاري" (١٥٩٣).
(٤) "المستدرك" (٤/ ٤٥٣).
(٥) "الإمام" سقطت من "ق".

<<  <   >  >>