للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها، من قول العرب: امْتَكَّ الفصيل ما في ضرع الناقة.

الثاني: أنها تَمكُّ من ظلم فيها، أي تهلكه. وتمكّ الذنوب أي تُذْهبها. الثالث: لجهد أهلها.

الرابع: لقلة مائها.

الثاني من أسمائها: البلد، قال الله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} (١)، يعني: مكة. والبلد في اللغة: صدر القرى، وقال تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (٢).

الثالث: القرية. قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً} (٣) يشير إلى مكة، فإنها كانت ذات أمْن، يأمَن أهلها أن يُغار عليهم، مُطْمَئِنَّةً أي ساكنة، أهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها لخوف أو ضيق يَأْتِيها، رِزْقُها رَغَدًا، والرَّغد: الرزق الواسع الكثير، فَكَفَرَتْ بأَنْعُم الله تعالى، أي كذَّبت محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فأَذاقَهَا الله لِبَاسَ الجُوعِ والخوْفِ. وأصل الذوق بالفم، ولكنه استعارة منه، وذلك؛ أن الله تعالى عذب كفار مكة بالجوع سبع سنين حتى أكلوا الجِيَف والعظام المحرقة. وكانوا يخافون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن سراياه.

والقرية: اسم لما يجمع جماعة كثيرة من الناس، وهو اسم مأخوذ من الجمع، تقول: قريت الماء في الحوض إذا جمعته فيه، ويسمى ذلك الحوض: مقرًّا.


(١) "البلد" (آية: ١).
(٢) "التين" (آية: ٣).
(٣) "النحل" (آية: ١١٢).

<<  <   >  >>