للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يثرب، وهي المدينة" (١).

ولِمَا في مسند الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمى المدينة يثرب؛ فليستغفر الله تعالى: هي طابة، هي طابة" (٢).

وروى عمر بن شبَّة من حديث أبي أيوب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقال للمدينة يثرب (٣).

ولهذا؛ قال عيسى بن دينار من المالكية: من (٤) سمى المدينة بـ "يثرب": كتبت عليه خطيئة؛ لأن يثرب إما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة، أو من الثرَب؛ وهو الفساد، وكلاهما: مستقبح، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم المستحسن ويكره الاسم القبيح.

وذكر أبو إسحاق الزجَّاج في "مختصره": إنما سميت بيثرب بن قائلة بن مهلايل ابن عبد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح؛ لأنه أول من سكنها بعد العرب، ونزل أخوه خيبور خيبر؛ فسميت به.

وقال ابن دقيق العيد في "شرح الإمام": اختلفوا في "يثرب" هل هو اسم مرادف للمدينة، أو اسم لقطر محدود والمدينة في (٥) ناحية منه؟

عن أبي عبيدة: "يثرب" اسم الأرض، ومدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية منها، وهذا الاسم الآن: يطلق على أرض غربي مشهد حمزة بن عبد المطلب


(١) رواه البخاري (١٨٧١) ومسلم (١٣٨٢) من حديث أبي هريرة.
(٢) "المسند" (٤/ ٢٨٥).
(٣) "أخبار المدينة" لعمر بن شبة (١/ ١٦٢).
(٤) "من" سقطت من "م".
(٥) سقطت "في" من "ق".

<<  <   >  >>