للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* واختلف العلماء في معنى قوله أول بيت؛ على قولين:

أحدهما: أنَّه أول بيت وضع للعباد. وقد كانت البيوت قبله.

والثاني: أنَّه أول بيت كان في الأرض.

* ثم اختلف هؤلاء كيف كان أول بيت، على ثلاثة أقوال:

* أحدها: أنَّه ظهر على وجه الماء حين خلق الله الأرض، فخلقه قبلها

بألفي عام، ودحاها من تحته.

قال أبو هريرة: كانت الكعبة حشفة على الماء، عليها ملكان يسبِّحان الليل والنهار قبل الأرض بألفي سنة.

وقال ابن عباس: وُضع البيت في الماء على أربعة أركان قبل أن تخُلق الدنيا بألفي سنة، ثم دُحيت الأرض من تحته.

وقال مجاهد: لقد خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئًا من الأرض بألفي سنة وأن قواعده لفي الأرض السابعة السفلى.

وقال كعب: كانت الكعبة غُثاء على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض بأربعين سنة، ومنها دُحيت الأرض.

* والثاني: أن آدم عليه السلام، حين أُهبط استوحش، فأوحى الله تعالى إليه: "ابْنِ لي بيتًا في الأرض، واصنع حوله نحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي؛ فبناه (١) ":

رواه: أبوصالح، عن ابن عباس.

* والثالث: أنَّه أُهبط مع آدم عليه السلام، فلما كان الطوفان: رُفع؛


(١) سقطت من: "ق": "فبناه".

<<  <   >  >>