للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدم قرية وما بين ذلك مفازة حتَّى قدم مكة فلقيته الملائكة فقالت بُرَّ حَجُّك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، فقال ما كنتم تقولون حوله؟ قالوا كنا نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فكان آدم عليه السلام إذا طاف (٨/أ) بالبيت قال هؤلاء الكلمات. وكان آدم عليه السلام يطوف بالبيت سبعة أسابيع، بالليل، وخمسة أسابيع بالنهار، فقال آدم عليه السلام. ربِّ اجعل لهذا البيت غُّمَّارًا يعمرونه من ذريتي، فأوحى الله تعالى إليه إني معمِّره نبيًّا من ذريتك اسمه إبراهيم، أتخذه خليلًا أقضي على يديه عمارته وأنبط له سقايته وأريه حِلَّه وحرمه ومواقفه. وأُعلِمه مشاعره ومناسكه، فإذا فرغ من بنائه ينادي إن لله بيتًا فحجُّوه فأسمع مَن بين الخافقين. فقال (١) آدم عليه السلام، يا رب أسألك من حج هذا البيت من ذريتي لا يشرك بك شيئًا أن تُلحقه بي في الجنَّة، فقال: يا آدم، من مات في الحرم لا يشرك بي شيئًا بعثته آمنًا يوم القيامة" (٢).

والثاني: أنَّه أُهبط مع آدم عليه السلام، وقد تقدَّم ذكره عن قتادة:

وروى ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال:

"وضع الله تعالى البيت مع آدم لما أُهبط، ففقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فقال الله تعالى، يا آدم إني قد أهبطت بيتًا يُطاف به كما يُطاف حول عرشي فانطلق إليه، فخرج آدم إلى مكة وكان هبط بالهند ومدَّ له في خطْئه، فأتَى البيت فطافَ به" (٣).


(١) في "ق": "قال".
(٢) "مثير العزم الساكن" (١/ ٣٥٠).
(٣) "مثير العزم الساكن" (١/ ٣٥٠).

<<  <   >  >>