للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنقل حتَّى أصابه (١) الماء نودي من تحت (٢): حسبك يا آدم، فلما بنَياه أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به، وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت، ثم تناسخت القرون حتَّى حجَّه نوح، ثم تناسخت القرون حتَّى رفع إبراهيم عليه السلام القواعد منه".

قال البيهقي: تفرَّد به ابن لهيعة هكذا مرفوعًا (٣).

وروى محمد بن جرير الطبري، عن عطاء: أن آدم عليه السلام قال: أي ربِّ، إني لأسمع أصوات الملائكة، فقال اهبط إلى الأرض فابْنِ لىَ بيتًا ثم احفُف به كما رأيت الملائكة تحفُّ ببيتي الَّذي في السماء، قال فيزعم الناس أنَّه بناه من خمسة أجبل وأن الملائكة كانت تأتيه بالحجارة منها وهي: طور سيناء وطور زِيتا اللذين بالشام والجُوديَّ وهو بالجزيرة ولُبُنان وحِراء وهما في الحَرَم. كل ذلك بحكمة الله تعالى، كيف فعل بناءها من خمسة أجبل فشاكل ذلك معناها؛ إذ هي قبلة للصلوات الخمس وعمود الإسلام وقد بُني على خمس".

وروى عطاء، عن ابن عباس: "أن آدم عليه السلام بناه من خمسة أجبل: من لبنان وطور سيناء وطور زيتا والجودي وحراء".

قال عثمان بن ساج: حُدِّثت: أن آدم عليه السلام لما بنى البيت قال: "يا


(١) في "الدلائل والبداية": "أجابه".
(٢) في "ق": "حتَّى أصابه الماء من تحت نودي"، وفي "الدلائل" (٢/ ٤٥) كما في الأصل إلا كلمة تحت "تحته".
(٣) "دلائل النبوة" (٢/ ٤٥) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. وقال: تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعًا، وقال: ابن كثير في "البداية" (٢/ ٢٧٧) قلت: وهو ضعيف ووقفه علي عبد الله ابن عمرو أقوى وأثبت والله أعلم.

<<  <   >  >>