للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى ابن عبد البر وتبعه عياض وغيره (١) عن الرشيد أو المهدي أو المنصور: أنَّه أراد أن يعيد الكعبة على ما فعله ابن الزبير فناشده مالك في ذلك وقال:

أخشى أنَّه تصير ملعبة للملوك فتركه

وروى إسحاق بن راهويه من طريق خالد، عن عروة (٢)، عن علي: في قصة بناء إبراهيم عليه السلام البيت، قال: فمرَّ عليه الدهر فانهدم فبنته العمالقة، فمرَّ عليه الدهر فانهدم فبنته جرهُم، فمرَّ عليه الدهر فانهدم فبنته قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ شاب، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود اختصموا فيه، فقالوا نحكِّم بيننا أول من يخرج من هذه السكَّة، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أول مَن خرج منها، فحكم بينهم أن يجعلوه في ثوب ثم يرفعه من كل قبيلة رجل (٣).

وذكر أبو داود الطيالسي في هذا الحديث أنهم قالوا أول مَن يدخل من باب بني شيبة وفيه: "وأمَرَ كلَّ فَخِذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه ثم أخذه فوضعه بيده" (٤).

وذكر الفاكهي: أن الَّذي أشار عليهم أن يحكِّموا أول داخل: أبو أمية بن المغيرة المخزومي أخو الوليد.


(١) و"غيره" سقطت من "ق".
(٢) كذا "في جميع النسخ": "خالد عن عروة" والصواب: "خالد بن عُرعرة" كما في مصادر التخرج.
(٣) "المسند" لأبي داود الطيالسي (١١٥) والبيهقي فى "الدلائل" (٢/ ٥٦) والحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٥٨).
(٤) "مسند الطيالسي" (١١٥).

<<  <   >  >>