للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هاتفًا يهتف بصوت له جهْوَرِيّ يسمع به (١) بين الجبلين: يا معشر قريش الله الله، فإن لكم أحلامًا وعقولًا أُعذرونا من بني سهم، فقد قتلوا منَّا أضعاف ما قتلنا منهم أُدخلوا بيننا وبينهم بالصلح نعطيهم ويعطوننا العهد والميثاق أن لا يعود بعضنا لبعض بسوء أبدًا. ففعلت ذلك قريش واستوثقوا لبعض من بعض فسُمُّوا بنو سهم العناطلة قتلة الجن (٢).

* وذكر الأزرقي أيضًا عن محمد بن هشام السهمي قال: كنت بمال لي بتَبالة (٣) أجد نخلًا لي به وبين يدي جارية لي فارهة فصُرِعتْ قدّامي، فقلت لبعض خدمنا: هل رأيتم هذا منها قبل هذا؟ قالوا: لا، قال فوقفت عليها فقلت يا معشر الجن أنا رجل من بني سهم وقد علمتم ما كان بيننا في الجاهلية من الحرب وما صرنا إليه من الصلح والعهد والميثاق وأنْ لا يغدر بعضنا ببعض ولا يعود إلى مكروه صاحبه فإن وَفيتم وَفيْنا وإن غَدرتم غَدرْنا إلى ما تعرفون قال: فأفاقت الجارية ورفعت رأسها فما عِيد إليها بمكروه حتى ماتت (٤).

* وذكر الأزرقي عن طلْق بن حبيب قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو بن العاص في الحِجْر إذ قلَص الظلّ وقامت المجالس، إذا نحن ببريق أيِّم طالع من هذا الباب، يعني باب بني شيبة، فاشرأبت له أعين الناس فطاف بالبيت سبعًا وصلّى ركعتين وراء المَقام فقمنا إليه فقلنا ألا أيها المعتمر قد قضى الله نسكك وإن بأرضنا عبيدًا وسفهاء وإنا (٢١/ ب) نخشى عليك


(١) في "ق" "من".
(٢) "أخبار مكة" (٢/ ١٥).
(٣) تبالة: موضع ببلاد اليمن، أو بلدة من أرض تهامة في طريق اليمن "معجم البلدان" للحموى (٢/ ٩).
(٤) "أخبار مكة" (٢/ ١٦).

<<  <   >  >>