للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لاجتماع حَبِّه وتَضامِّه.

ومنه: "ضَمّ الشَّيء يَضمُّه": إذا جمعه، ومنه: "هَمُّ الإنْسَان، وهُمُومُه" وهي إرادته وعزائمه التي تجتمع في قلبه.

ومنه قولهم للأسود: "أحمّ"، وللفحمة السوداء: "حمَمَة"، و "حَمَّمَ رأْسَه" (١): إذا اسودَّ بعدَ حلقِه، كل هذا لأن السَّوادَ لون جامع للبصر لا يدعه يتفرق، ولهذا يجعل على عيني الضعيف البصر لوجع أو غيره شيء أسود من شعر أو خِرقَة، ليجمع عليه بصره، فتقوى القوة الباصرة، وهذا باب طويل فلنقتصر منه على هذا القدر.

وإذا علم هذا من (٢) شأن الميم، فهم ألحقوها (٣) في آخر هذا الاسم الذي يُسأل الله سبحانه به في كل حاجة وكل حال، إيذانًا بجميع أسمائه وصفاته. فالسائل إذا قال: "اللَّهُمّ إنِّي أسْألُكَ" كأنه قال: "أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى بأسمائه وصفاته"، فأتى بالميم المؤذنة بالجمع في آخر هذا الاسم إيذانًا بسؤاله تعالى بأسمائه كلها، كما قال النبي في الحديث الصحيح (٤):


(١) من (ظ، ت، ش، ج) ووقع في (ب) (الرأس).
(٢) في (ظ) (فرسان) بدلًا من (من شأن) وهو خطأ.
(٣) في (ظ) (أحقوها) بدلًا من (الحقوها) وهو خطأ.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (١/ ٣٩١ و ٤٥٢)، وابن حبان (٣/ ٢٥٣) رقم (٩٧٩)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٠٩) رقم (١٨٧٧) وغيرهم. من طريق =

<<  <  ج: ص:  >  >>