للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم.

وقوله: "أكرمهم عشرة": يعني أنه لم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها وأكرمها، فكان لا يعبسن في وجهه، ولا يغلظ له في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة ونحوها، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال، فكانت عشرته لهم (١) احتمال أذاهم وجفوتهم جملة، لا يُعاتب (٢) أحدًا منهم ولا يلومه (٣) ولا يباديه (٤) بما يكره (٥). من خالطه يقول: أنا (٦) أحب الناس إليه، لما يرى من لطفه به، وقربه منه، وإقباله عليه، واهتمامه بأمره، ونصيحته (٧) له، وبذل إحسانه إليه، واحتمال جفوته، فأي عشرة كانت أو تكون أكرم من هذه العشرة.

٢١٥ - قال الحسين رضي (٨) الله عنه: سألت أبي عن سيرة


(١) في (ش، ب) بياض بعد (لهم).
(٢) من (ج، ش، ب)، وفي (ظ)، (يعاند)، وفي (ت) غير منقوطة.
(٣) في (ب) (ولا يلزمه) وهو خطأ.
(٤) ووقع في (ش) (يناديه)، ووقع في (ب) (يبادره).
(٥) في (ش، ب) بياض بعد قوله (يكره).
(٦) من من (ظ، ت)، ووقع في (ب، ش، ج) (إنه).
(٧) وقع في (ظ) (وتضحيته)، وفي (ت) غير منقوطة وسقط من (ج) (له).
(٨) أخرجه الترمذي في الشمائل (٣٥٢)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٥٨) رقم (٤١٤) وغيرهما. وسنده ضعيف جدًا، فيه جُمَيْع بن عُمَيْر، قال أبو داوود: "أخشى أن يكون كذابًا". وأبو عبد الله التميمي: مجهول، والراوي عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>