للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلاة التي عَلَّمَها أمته، ولا أبدلها بغيرها، ولا روى عنه أحد خلافها، فهذا من أفسد جواب يكون.

* وقالت طائفة أخرى: هذا السؤال والطلب شُرِع لِيتَّخذه الله خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، وقد أجابه الله تعالى (١) إلى ذلك.

٢٩٦ - كما ثبت عنه (٢) في "الصحيح" (٣): "أَلَا وَإنَّ صَاحِبَكم خَلِيلُ الرَّحْمَنِ" يعني نفسه.

وهذا الجواب من جنس ما قبله؛ فإن مضمونه: أنه بعد أن اتخذه الله خليلًا، لا تُشرَع الصلاة عليه على هذا الوجه، وهذا من أبطل الباطل.

* وقالت طائفة أخرى: إنما هذا التَّشبيه راجع إلى المُصَلِّي فيما يحصل له من ثواب الصَّلاة عليه، فطلب من ربه تعالى ثوابًا، وهو أن يصلي عليه كما صلى على آل إبراهيم، لا بالنسبة إلى النبي ، فإن المطلوب لرسول الله مِن الصَّلاة أجل وأعْظَمُ ممّا هو حاصل لغيره من العالمين.

وهذا من جنس ما قبله، أو أفسد، فإن التشبيه ليس فيما يحصل للمصلِّي، بل فيما يحصل للمصلَّى عليه، وهو النبي


(١) من (ب) فقط قوله (تعالى).
(٢) سقط من (ظ، ت) (كما ثبت عنه)، وفي (ج) طمس من الأصل.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه في (٤٤) فضائل الصحابة (٢٣٨٣) من حديث ابن مسعود .

<<  <  ج: ص:  >  >>