قال المناوي ما بين النحر إلى اللبة انتهى وفي رواية فنزل جبريل فشق من نقرة نحره إلى أسفل بطن والحكمة في شق صدره الطمأنينة لما يرى من عظم الملكوت وقال مكي المراد بالصدر القلب لأنه وعاء الفهم والعلم وإنما ذكر الصدر لقربه من القلب وقال الحكيم الترمذي ذكر الصدر دون القلب لأن محل الوسوسة في الصدر فأزال تلك الوسوسة وأبدلها بدواعي الخير وقد تكرر شق الصدر الشريف أربع مرات (الأولى) وهو صغير في بني سعد (الثانية) وهو ابن عشر سنين روى عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات أن أبا هريرة قال يا رسول الله ما أول ما ابتديت به من أمر النبوة فقال أني لفي صحراء ابن عشر حج بكسر الحاء وفتح الجيم الأول السنون إذا أنا برجلين فوق رأسي قول أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأخذاني فاستقبالني بوجوه لم أرها من خلق قط أرواح لم أرها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فاقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا عصر فقال أحدهما لصاحبه افلق صدره فهوى أحدهام إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي ثم قال فشق قلبه فشق قلبي فقال اخرج الغل والحسد منه فاخرج شب العلقة فنبذ به ثم قال ادخل الرأفة والرحمة في قلبه فادخل شيئاً كهيئة الفضة ثم قال أحدهما لصاحبه اغلق صدره فإذا صدري فيما أرى مغلوقاً لا أجد له وجعاً ثم أخرج ذروراً كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال اغدوا سلم فرجعت بما لم اغد به من رحمتي للصغير ورأفتي للكبير (المرة الثالثة) عند البعث (المرة الرابعة) ليلة الإسراء والحكمة في تكرر ذلك أن الأولى في زمن الطفولية لينشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان ثم عند التكليف وهو ابن عشر تقريباً حتى لا يتلبس بشيء مما يعاب على الرجال ثم عند البعث زيادة في الكرامة ليتلقى ما يلقى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير ثم عند إرادة العروج ليتأهب للمناجاة (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما عجز القلب عن معرفته (بماء زمزم) قال العلقمي يؤخذ منه أنه أفضل المياه وبه جزم البلقيني قال ابن أبي جمرة إنما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع في زمزم من كون أصل مائها من الجنة ثم استقر في الأرض فأريد بذلك بقاء بركته صلى الله عليه وسلم في الأرض (ثم جاء جبريل (بطست) بفتح الطاء وبكسرها وسكون السين المهملة وقد تدغم السين في التاء بعد قلبها سيناً خصه دون بقية الأواني لأنه آلة الغسل عرفاً (من ذهب) خص لكونه أعلى أواني الجنة ولسرور القلب برؤيته لا يقال فيه استعمال آنية الذهب لنا لأنا نقول هذا الاستعمال فعل الملائكة لا فعلنا أو كان ذلك قبل تحريم آنية الذهب (ممتلئ) صفة لطست كذا وقع بالتذكير على معنى الإناء لا على لفظ الطست لأنها مؤنثة وفي رواية مملوأ قال أبو البقاء بالنصب على الحال وصاحب الحال