للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك) فرحاً وسروراً (وإذا نظر قبل شماله بكى) غما وحزناً (فقال) أي فسلمت عليه فقال (مرحباً) مفعول مطلق أي لقيت رحباً وسعة لا ضيقاً وهي كلمة تقال عند تأنيس القادم (بالنبي الصالح والابن) الصالح (قلت يا جبريل من هذا) قال العلقمي ظاهره أنه سأل عنه بعد أن قال له آم مرحباً ورواية مالك ابن صعصعة بعكس ذلك وهي المعتمدة فتحمل هذه عليها إذ ليس في هذه أداة ترتيب (قال هذا آدم أبو البشر وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه) أي أرواحهم والنسم قال العلقمي بالنون والمهملة المفتوحتين جمع نسمة وهي الروح وظاهره أن أرواح بني آدم من أهل الجنة والنار في السماء وهو مشكل قال القاضي عياض قد جاء أن أرواح الكفار في سجين وأن أرواح المؤمنين منعمة في الجنة يعني فكيف تكون مجتمعة في سماء الدنيا وأجاب بأنه يحتمل أنها نعرض على أدم أوقاتاً فصادف وقت عرض مرور النبي صلى الله عليه وسلم اهـ وقال المناوي ولا يلزم منه كون أرواح الكفار في السماء لأن الجنة في جهة يمينه والنار في جهة يساره فالرائي في السماء والمرئي في غيرها (فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء اثانية فقال لخازنها افتح فقال خازنها مثل ما قاله خازن السماء الدنيا ففتح فلما مررت بإدريس) فيها (قال) لي (مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت) لجبريل (من هذا) المرحب (قال هذا إدريس) النبي (ثم مررت بموسى فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى بن مريم فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال عيسى بن مريم ثم مررت بإبراهيم) الخليل (فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال إبراهيم) ورؤيته كل نبي في سماء تدل على تفاوت رتبهم وعبوره على كلهم يدل على أنه أعلاهم رتبة قال العلقمي ليس ثم هنا على بابها في الترتب إلا أن قيل بتعدد المعراج إذ الروايات متفقة على أن المرور به أي بعيسى كان قبل المرور بوسى فهي للترتيب الإخباري لا للترتيب الزماني ثم قال (فوائد) الأولى إذا لم نقل بتعدد المعراج فأثبت ما قيل في ترتيبهم في السموات أن في الولى آدم وفي الثانية يحيى وعيسى وفي الثالثة يوسف وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم أشار إلى ذلك في الفتح الثانية استشكل رؤية الأنبياء في السموات مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم وأجيب بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أوأحضرت أجسادهم لملاقاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة تشريفاً ومثله الذين صلوا معه في بتي المقدس فيحتمل الأرواح خاصة ويحتمل الأجسا بأرواحها وقال المناوي والمرئي أرواحهم لا أجسادهم إلا عيسى الثالثة اختلف في حكمة اختصاص من ذكر من الأنبياء بالسماء التي لقيه فيها والأشهر على حسب تفاوتهم في الدرجات وعلى هذا قال ابن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>