جمرة اختص آدم بالأولىلأنه أول الأنبياء وأول الآباء وهو الأصل فكان أولاً في الولى ولأجل تأنيس النبوة بالأبوة وعيسى بالثانية لأنه أقرب الأنبياء عهداً من محمد صلى الله عليه وسلم ويليه يوسف لأن أمة محمد تدخل الجنة على صورته وإدريس في الرابعة لقوله تعالى ورفعناه مكاناً علياً والرابعة من السبع وسط معتدل وهارون في الخامسة لقربه من أخيه وموسى أرفع منه لفضل كلام الله تعالى وإبراهيم فوقه لأنه أفضل الأنبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة قول الأنبياء بالابن الصالح والنبي الصالح واقتصارهم على ذلك وتواردهم عليها لأن الصلاح صفة تشمل خلال الخير ولذلك كررها كل منهم عند كل صيغة والصالح هو الذي يقوم بما يلزمه من حقوق الله وحقوق العباد فمن ثم كانت كلمة جامعة لخلال الخير وفي قول آدم بالابن الصالح إشارة إلى افتخاره بأبوة النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة عبر إدريس بالأخ تلطفاً وتواضعاً إذ الأنبياء إخوة وإنما لم يقل والابن كما قال آدم لأنه لم يكن من آبائه صلى الله عليه وسلم (ثم عرج بي حتى ظهرت) أي ارتفعت (بمستوى) بفتح الواو موضع مشرف مستوى عليه (اسمع فيه صريف الأقلام) بفتح الصاد المهملة صريرها على اللوح حال كتابتها في تصاريف الأقدار (ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة) قال العلقمي في رواية عند مسلم ففرض الله علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ونحوه في البخاري فيحتمل أن يقال في كل من رواية الباب والرواية الأخرى اختصاراً ويقال ذكر الفرض عليه يستلزم الفرض على الأمة وبالعكس إلا ما يستثنى من خصائصه أشار إلى ذلك في الفتح (فرجعت بذلك) أي بما فرض (حتى مررت على موسى في رواية ونعم الصاحب كان لكم (فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى فراجع ربك) في رواية فارجع إلى ربك أي إلى المحل الذي ناجيته فيه (فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربي فوضع عني شطرها) يعني بعضها قال العلقمي قال شيخنا في رواية مالك ابن صعصعة فوضع عني عشراً وفي رواية ثابت فحط عني خمساً قال ابن المنير ذكر الشطر أعم من كونه وقع دفعة واحدة زاد في الفتح قلت وكذا العشر فكان وضع العشر في دفعتين والشطر في خمس دفعات أو المراد بالشطر في حديث الباب البعض وقد حققت رواية ثابت أن التخفيف كان خمساً خمساً وهي زيادة معتمدة يتعين حمل باقي الروايات عليها (فرجعت إلى موسى فأخبرته) بذلك (فقال راجع ربك) أي ارجع إلى محل المناجاة (فإن أمتك لا تطيق ذلك) أي الدوام عليه (فراجعت ربي فقال هي خمس) عدد (وهي خمسون) ثواباً (لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك) قيل ما وجه اعتناء موسى عليه الصلاة ولسلام بهذه الأمة من بين سائر الأنبياء المذكورين في الحديث وأجيب بأنه لما قال يا رب اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى من كرامتهم على ربهم اعتنى بهم كما يعتني بالقوم من هو منهم (فقلت قد استحييت