للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله أن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فذكره

(قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون) بفتح الدال المشددة جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة (فإن يك في أمتي منهم أحد) هذا شأنه (فإنه عمر ابن الخطاب) كأنه جعله لانقطاع قرينه في ذلك كأنه نبي فلذلك عبر بأن بصوره الترديد للتأكيد فكان عمر يزن الوارد بميزان الشرع فلا يخطئ ويؤيده حديث لو كان بعدي نبي لكان عمر (حم خ) عن أبي هريرة (حم ت م ن) عن عائشة

(قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليماً) من الأمراض (ولسانه صادقاً ونفسه مطمئنة) ساكنة راضية بما قدره الله تعالى (وخليقته مستقيمة وأذنه مستعمة وعينه ناظرة) وإسناد هذه الأفعال إلى الشخص على سبيل المجاز والفاعل الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى (حم) عن أبي ذر بإسناد حسن

(قد أفلح من سلم ورزق كفافاً) قال العلقمي أي بقدر الحاجة قال النووي هو الكفاية لا زيادة ولا نقص وقال القرطبي هو ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات ولا يلحق بأهل الترفهات قال ومعنى هذا الحديث أن من حصل له ذلك فقد حصل على مطلوبه فظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة (وقنعه الله) بشدة النون (بما آتاه) فلم تطمع نفسه لطلب ما زاد (حم م ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص

(قد أفلح من رزق لبا) أي عقلاً كاملاً (هب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن هبيرة) مصغراً

(قد كنت أكره لكم أن تقولوا ما شاء الله وشاء محمد) قال المناوي لإيهامه التشريك وقال العلقمي ومعنى الكراهة التشريك في المشيئة (ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد) قال المناوي وإنما أتى بثم لكمال البعد مرتبة وزماناً الحكيم (ن) والضياء عن حذيفة بن اليمان

(قد رحمها الله تعالى برحمتها ابنيها) قال العلقمي سببه كما في الكبير عن السيد الحسن قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنان لها فأعطاها ثلاث تمرات فأعطت ابنيها كل واحد منهما تمرة فأكلا تمرتيهما ثم جعلا ينظران إلى أمهما فشقت تمرتها نصفين بينهما فذكره (طب) عن الحسن بن علي بإسناد حسن

(قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء) من أهل القرى الذين يبلغهم نداء الجمعة من بلد (أجزأه) حضوره العيد (عن الجمعة) أي عن حضورها ومن شاء فليصل الجمعة (وأنا مجمعون إن شاء الله) قاله في يوم جمعة وافق العيد فإذا حصل ذلك وحضر من تلزمه الجمعة من أهل القرى وصلوا العيد سقطت عنهم الجمعة عند الشافعي والجمهور لهذا الحديث ولخبر زيد بن أرقم قال اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد فصلى العيد في أول النهار وال يا أيها الناس أن هذا يومكم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن يشهد معنا الجمعة فليفعل ومن أحب أن ينصرف فليفعل رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>