الطائع ويخفض العاصى (يرفع إليه) بالبناء للمجهول قال المناوى أي إلى خزائنه فيضبط إلى يوم القيامة (عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل) قال العلقمى وفي الرواية الأخرى عمل النهار بالليل وعمل الليل بالنهار فمعنى الأول والله أعلم يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده ومعنى الرواية الثانية يرفع إليه عمل النهار في أول الليل الذي بعده وعمل الليل في أول النهار الذي بعده فإن الملائكة الحفظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل اهـ قال المناوى ولا تعارض بينه وبين ما يأتي أن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس لأن هذا أي العرض يوم الاثنين والخميس عرض خاص كما في خبر أن الله تكفل بأرزاق جميع الخلائق وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ووجه الجمع أن الأعمال تعرض كل يوم فإذا كان يوم الخميس عرضت عرضا آخر يطرح منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب أي من الأعمال المباحة ويثبت ما فيه ثواب أو عقاب (بحجابه النور لو كشفه) قال المناوى بتذكير الضمير وفي نسخة لو كشفها (لا حرقت سبحات وجهه) أي ذاته (ما انتهى إليه بصره من خلقه) قال العلقمى السبحات بضم السين والباء ورفع التاء في آخره وهو جمع سبحه قال صاحب العين واليروى وجميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين معنى سبحات وجهه نوره وجلاله وبهاؤه وأما الحجاب فأصله في اللغة المنع والستر وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة والله سبحانه وتعالى منزه عن الجسم والحد والمراد هنا المانع من رؤيته وسمى ذلك المانع نورا ونارا لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما والمراد بالوجه الذات والمراد بما انتهى إليه بصره من خلقه جميع المخلوقات لأن بصره سبحانه محيط بجميع الكائنات ولفظة من أبيات الجنس لا للتبعيض والتقدير لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا ونارا وتجلى لخلقه لا حرق جلال ذاته جميع مخلوقاته قال المناوى والضمير من إليه عائد إلى وجهه ومن بصره عائدا لي ما ومن خلقه بيان له وخالفه الشيخ فجعل الضمير من إليه عائدا إلى ما ومن بصره عائدا إلى الله سبحانه وتعالى وما قاله الشيخ هو ظاهر شرح العلقمى وهو الصواب (م هـ) عن أبى موسى الأشعرى واسمه عبد الله بن قيس
• (إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم) قال المناوى الخالية عن الخيرات أهـ ومعنى نظر الله أي مجازاته أي لا يثيبكم عليها (ولكن) إنما ينظر (إلى قلوبكم) أي إلى طهارتها فحق العالم بقدر اطلاع الله تعالى على قلبه أن يفتش عن صفات قلبه وأحوالها لا مكان أن يكون في قلبه وصف مذموم يمقته الله سبحانه وتعالى بسببه وفي الحديث أن الاعتناء بإصلاح القلب مقدم على الأعمال بالجوارح إذ لا يصح عمل شرعي إلا من مؤمن عالم بالله مخلص له فيما يعمله ثم لا يكمل ذلك إلا بمراقبة الحق فيه وهو الذي عبر عنه بالإحسان حيث قال إن تعبد الله كأنك تراه وبقوله