للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الشقاء فكم شق على سعيد وسهل على شقي فعن زيد بن أسلم عن أبيه إذا بقى على المؤمن شيء من درجاته لم يبلغه من عمله شدد الله عليه الموت ليبلغ بكربه درجته في الآخرة وإن كان للكافر معروف لم يجزيه في الدنيا سهل الله عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه ليصير إلى النار وعن عائشة رضي الله عنها لا نغبط أحد سهل عليه الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدخل يده في قدح ويمسح بها وجهه ويقول اللهم سهل على الموت أن للموت سكرات فقالت فاطمة واكرباه لكربك يا أبتاه فقال لا كرب لأبيك بعد اليوم (فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبه) في رواية ذرة أي وزنها (من إيمان) قال العلقمي فيه بيان للمذهب الصحيح الظاهر أن الإسلام يزيد وينقص (الاقبضته) أي قبضت روحه زاد العلقمى في كتاب الفتن حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس قال النووي وقد جاء في معنى الحديث أحاديث منها لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وهذه كلها وما في معناها على ظاهرها وأما الحديث الآخر لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة فليس مخالفا لهذه الأحاديث لأن معنى هذا لا يزالون على الحق حتى تقبضهم الريح اللينة قرب القيامة وعند تظاهر أشراطها فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب (ك) عن أبى هريرة

(إن الله تعالى يبغض السائل الملحف) بفتح المثناة التحتية قال العلقمى قال في النهاية يقال الحف في المسألة يلحف الحافا ذالح فيها ولزمها اهـ وقال المناوى الملحف الملح الملازم قال وهو من عنده غداء ويسأل عشاء (حل) عن أبى هريرة وهو حديث ضعيف

(إن الله تعالى يبغض الطلاق) أي قطع النكاح بل عذر شرعي (ويحب العتاق) بفتح العين قاله الجوهري قال المناوى لما فيه من فك الرقبة (فر) عن معاذ بن جبل وفيه ضعف وانقطاع

(إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال) أي المظهر التفصح (الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها) قال العلقمي قال في النهاية أي يتشدق في الكلام بلسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا اهـ وخص البقرة لأن جميع البهائم تأخذ النبات بأسنانها وهن تجمع بلسانها أما من بلاغته خلقية فغير مبغوض (حم د ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الترمذي حديث غريب

(إن الله تعالى يبغض البذخين) بموحدة وذال وخاء معجمتين من البذخ الفخر والتطاول (الفرحين) أي فرحا مطغيا (المرحين) قال المناوى من المرح وهو الخيلاء والتكبر الذين اتخذوا الشماخة والكبر والفرح بما أوتوا دينا وشعارا (فر) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف

(إن الله تعالى يبغض الشيخ الغربيب) بكسر المعجمة أي الذي لا يشيب أو الذي يسود شيبه بالخضاب قال الشيخ وليس ذلك على ظاهره بل المراد أما التحبيب في الشيب والترغيب فيه أو هو مغرور بسواد شعره مقيم على الشبوبية من

<<  <  ج: ص:  >  >>