للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما هلك فذكره (م) عن ابن عمرو

(إنما هما) أي السعداء والأشقياء (قبضتان فقبضة في النار وقبضة في الجنة) قال المناوي تثنية قبضة وهي الأخذ بجميع الكف اهـ والله سبحانه وتعالى منزه عن الجارحة فالمراد أنه تعالى قضى وحكم على فريق بالخلود في النار وعلى فريق بالخلود في الجنة فريق في الجنة وفريق في السعير (حم طب) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح

(إنما هما) يحتمل أن يكون المعنى إنما الخصلتان اللتان يحصل بهما الدلالة والإرشاد (انتان الكلام والهدي) بفتح الهاء وسكون الدال أو بضم الهاء وفتح الدال (فأحسن الكلام كلام الله) فعليكم بإكثار تلاوته والعمل بما فيه (وأحسن الهدي) أي السيرة والطريقة (هدي محمد) أي سيرته وطريقته (ألا) حرف استفتاح وإياكم ومحدثات الأمور) أي احذروها (فإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلالة) والمراد البدعة المذمومة وهي ما خالفت قانون الشرع (ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم) هذا النهي موافق لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ومقصود الآية أن المؤمنين ينبغي لهم أن يزدادوا على ممر الزمان خشوعاً على الضد من بني إسرائيل الذين يزدادون على ممر الزمان جفاء وقسوة فحذر منهم وذكر في كل طائفة غاية أحوالها ففي بني إسرائيل القسوة اليت يحذر منها وفي المؤمنين كمال الرقة والأمد الزمان فبنو إسرائيل طالت أعمارهم وغلب عليهم حب الدنيا والميل إليها والغفلة والإعراض عن مواعظ الله تعالى (إلا أن كل ما هو آت) من الموت وقيام الساعة (قريب والبعيد ما ليس بات) فاستعدوا للموت بالتوبة والخروج من المظالم (إلا نما الشقي من شقى في بطن أمه) أي من قدر الله تعالى عليه في أصل خلقته أن يكون شقياً فهو الشقي على الحقيقة لا من عرض له الشقاء بعد ذلك وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا شقاء الدنيا (والسعيد من وعظ بغيره) يحتمل أن يكون المراد من اتعظ بالمصيبة الحاصلة لغيره فينتبه وينكف عن ارتكاب المعاصي ويتذكر قوله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (إلا أن قتال المؤمن كفر) أي أن استحله أو المراد أنه يؤدي إليه لشوبه أو أنه كفعل أهل الكفر أو أنه كفر الإحسان والنعمة وإخوة الإسلام (وسبباه فسوق) أي سبه خروج عن طاعة الله فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال العلقمي ومحله إذا كثر منه ولم تغلب طاعته معاصيه (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه) أي في الدين (فوق ثلاث) أي من الأيام أي أن ترتب على ذلك صلاح لدين أحدهما وكمال في إيمانه (ألا وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل) لا في مسائل مذكورة في كتب لفقه منها الكذب للإصلاح بين الناس كان يقول لمن بينهما عداوة فلأن داع لك ونحو ذلك ومنها ما لو كان

<<  <  ج: ص:  >  >>