لاقتضى الاقتصار عليه فأتى بجمع راحم إشارة إلى أن عباد الله تعالى منهم من قلت رحمته فيصح وصفه بالراحم لا بالرحيم فيدخل في ذلك ثم أورد على نفسه قوله صلى الله عليه وسلم إنما يرحم الله م عباد هالرحماء وقال أن له جواباً حقه أن يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب وهو أن لفظ الجلالة يكون مسوقاً للتعظيم فلما ذكر لفظ الجلالة في قوله إنما يرحم الله لم يناسب معها غير ذكر من كثرت رحمته وعظمت ليكون الكلام جارياً على نسق العظمة ولما كان الرحمن يدل على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة وإن قلت (ارحموا من في الأرض) أي ارحموا من أهل الأرض من تستطيعون أن ترحموه من مخلوقاته تعالى برحمتكم المتجددة الحادثة المخلوقة لله تعالى (يرحكم من في السماء) أي من رحمته عامة لأهل السماء الذين هم أكثر وأعظم من أهل الأرض وقد روى بلفظ ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء وهذا قد يشعر بأن المراد بمن في السماء الملائك ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى ويستغفرون لمن في الأرض (حم د ت ك) عن ابن عمرو بن العاص قال ت حسن صحيح (زاد حم ت ك والرحم شجنة) بالكسر والضم وبالجيم (من الرحمن) أي مشتقة من اسمه قال في النهاية أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق أي عروق الشجرة شبه بذلك مجازاً أو اتساعاً وأصل الشجنة شعبة من غصن من غصون الشجرة (فمن صلها وصله الله) أي برحمته وإحسانه (ومن قطعها قطعه الله) أي قطع عنه إحسانه وإنعامه وهذا يحتمل الدعاء ويحتمل الخبر
• (الراشي) أي معطى الرشوة (والمرتشي) آخذها (في النار) أي يستحقان دخولها إلا إذا قصد معطيها التوصل للحق ودفع الباطل فلا إثم عليه (طص) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد صحيح
• (الراكب شيطان والراكبان شيطانان) قال العلقمي قال شيخنا قال العرافي يحتمل أن المراد معه شيطان أو المراد تشبيهه بالشيطان لأن عادة الشياطين الانفراد في الأماكن الخالية كالأودية والحشوش وقال الخطابي معناه أن التفرد والذهاب وحده من الأرض من فعل الشياطين أو هو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه فقيل على هذا أن فاعله شيطان وكذلك الإثنان (والثلاثة ركب) وأصل الركب هم أصحاب الإبل وأصحاب الخيل والبغال والحمير في معناها وأصل الحكمة في ذلك أن المسافر إذا كان وحده وحصل له في طريقه مرض أو احتاج إلى من يعاونه على حمل متاعه على دابته أو نحو ذلك أو مات لم يجد من يتولى أمره ويحمل تركته إلى أهله وإذا كانوا ثلاثة تعاونوا على الخدمة والحراسة وصلوا جماعة (حم د ت ك) عن ابن عمرو بإسناد صحيح
• (الراكب يسير خلف الجنازة) أي الأفضل في حقه ذلك (والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريباً منها) أخذ به ابن جرير وقال الشافعية الأفضل لمشيعها كونه أمامها مطلقاً وعكسه الحنفية (والسقط يصلي عليه) إذا استهل أو تيقنت حياته