(٢) يريد أنهم استدلوا على زيادة الهمزة في أول الكلمة مع ثلاثة أصول بالاشتقاق كأحمر بزيادة همزته لأن بعدها ثلاثة أصول. ولأنها مشتقة من الحمرة وتجمع على حمر ولما كثر ذلك فيما علم بالاشتقاق كأحمر وأخضر وازرق وأصفر حملوا عليه ما لم يعرف اشتقاقه من هذا القبيل كأفكل فإنه حكم عليه بزيادة الهمزة لغلبة الباب وأن لم يكن له مصدر كالفكل ولا فعل كفكل ولا جمع على فكل كحمر وإنما جمعه أفاكل لأن افعل إذا كان أسما يجمع على أفاعل كأجدل وأحوص وإذا كان صفة يجمع على فعل كحمر وصفر قال سيبويه ج ٢ ص ٣ بعد أن ذكر نحو افكل ويرمع واعلم أن هذه اليا والألف لا تقع واحدة منها في أول حرف رابعة إلا وهي زائدة ألا ترى أنه ليس اسمع مثل أفكل يصرف وأن لم يكن له فعل يتصرف ومما يدلك أنها زائدة كثرة دخولها على بنات الثلاثة وكذلك الياء أيضا. وبعض المتقدمين خالفوا ذلك وقالوا ما لم نعلم بالاشتقاق زيادة همزة المصدر حكمنا باصالتها فقالوا افكل كجعفر ورد عليهم سيبويه بأننا إذا سمينا رجلا بافكل وجب منعه الصرف للعلمية ووزن افعل ولو كان وزنه فعللا لصرف وأيضًا لو كان فعللا لجاء في باب فعلل يفعلل فعللة ما أوله همزة. فتأمل