للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأنها تدخل على ذوات الثلاثة كثيرًا فربما لم يكن في الاسم زائد غيرها


= لأنها ثلاثية ضعيفة الخلقة وقد حذفت لاماتها نسيا أو هي في حكم المحذوف وهو وهن على وهن لأن المحذوف نسيا كالعدم فلما نهكت بالاعلال الذي حقه أن يكون في الفعل شابهت الأفعال فلحقتها همزة الوصل عوضًا عن المحذوف بدلالة عدم اجتماعهما في نحو بنوي فأصل ابن بنو. وابنة بنوة واسم سمو واست سته واثنان ثنيان وثنتان كذلك وتاؤه مبدلة من الياء وخرج عن ذلك ابنم وامرؤ وايمن أما ابنم فليس بمحذوف الآخر والميم بدل من اللام أي الواو على أنه قيل أن الميم زائدة كميم زرقم واللام محذوفة وأما امرؤ فليس بمحذوف الآخر أيضًا ولكن النون في ابنم والراء في امرئ تتبع حركتها حركة الاعراب بعدهما فصارتا كحرف الاعراب وأما أيمن فأن نونه تحذف كثيرًا كايم الله والقسم موضع التخفييف فصارت النون الثانية كالمعدوم هذا ملخص ما قيل في هذا الموضوع وتفصيله في شرح الرضى ٢ ص ٢٥١ والجاربردي ص ١٦٣ ومنه يتضح أن قول أبي العلاء ولم يشذ إلا ايمن .. فيه نظر. وقوله على رأي البصريين ... أيمن عند سيبويه اسم مفرد موضوع للقسم مشتق من اليمن وهو البركة كأنهم اقسموا بيمن الله وبركته وهمزته للوصل والدليل عليه تجويز كسر همزته فقد حكى يونس ايمن الله بكسر الهمزة وإنما غلب فتحها لكثرة استعماله ويستبعد أن تكون الهمزة في الأصل مكسورة ثم فتحت تخفيفًا لعدم إفعل بكسر الهمزة في الأسماء والأفعال ولذا قالوا في الأمر انصر من نصر بضم الهمزة ويستبعد اصالة افعل في المفردات أيضًا وقيل أن هذا الاسم غير متمكن لا يستعمل إلا في القسم وحده فضارع الحرف بقلة تمكنه ففتح تشبيهًا بالهمزة اللاحقة لام التعريف.
وقد تلاعبوا به فقالوا مرة أيمن الله ومرة أيم الله ومرة إيم الله ومرة م الله ومرة م ربي فلما حذفوه هذا الحذف المفرط واصاروه مرة على حرفين ومرة على حرف قوي شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهًا بالهمزة الداخلة على لام التعريف وذهب الكوفيون إلى أن همزته قطع وأنه جمع يمين لا مفرد وسقطت همزته في الوصل لكثرة الاستعمال