للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ كانت العرب لا تجمع على الحرف الواحد علة العين واللام ولكن يقتصرون على علة أحد الحرفين

ولم يصرفوا الفعل من آية اعني فعل الثلاثة لأنهم لو نطقوا به صاروا إلى ما يستثقلون إذا كانوا لو بنوه مثل باع لزمهم أن يقولوا في الماضي آي فيجيئوا بآخر الفعل على هيئة لم تنطق بمثلها العرب ولو نطقوا بذلك لزمهم أن يردوا في المضارع الياء إلى أصلها كما ردوا في يبيع ويعيب وكانت تجتمع ياء آن في آخر الفعل المضارع ولا يجيز البصريون مثل ذلك وقد أجاز أهل الكوفة هو يحي ويعي في يحيى ويعيى (١) وأنشد الفراء: (٢)


= في الكلمة الواحدة اعلالان اعلال العين واللام وهذا بمنعونه وكذلك الياء التي بعد الالف في آية لو اعلت لاجتمع اعلال العين واللام وفي هذا المقام اعتراض وجيه لابن جماعة ص ٣٠٧ وتحقيق دقيق للرضي ج ٣ ص ١٧٣ وشيخ الإسلام ص ٢٢٥.
(١) إذا كانت عين الفعل ولامه ياءين مثل حيي وعيي جاز الفلك والادغام فتقول جيي يحيا وعيي يعيا وحيّ يحىّ وعيّ يعيّ والادغام أكثر لأأن الحركة لازمة وإذا سكنت الياء مثل يحيى مضارع أحيا ويعيى مضارع أعيا امتنع الإدغام كقوله تعالى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. وفي اللسان وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم كقولك هو بعيي ويحييء ومن العرب من أدغم واحتج الفراء لذلك بالبيت المذكور وأنكر البصريون الإدغام في مثل هذا ولم يعبأ الزجاج بهذا البيت وقال أبو إسحق النجوي هذا غير جائز عند حذاق النحويين وذكر أن البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف وقال الأأزهري والقياس ما قاله بو اسحق وكلام العرب عليه واجمع القراء على الإظهار في قوله تعالى يحيي ويمييت وتتمة هذا البحث في سيبويه ج ٢ ص ٣٨٨ وشيخ الإسلام ص ١٩٤ وابن جماعة ص ٢٨١ والرضي ج ٣ ص ١٢٢ وشرح المفصل ج ١٠ ص ١١٨ وفيها أسباب أخرى لامتناع الادغام في يحيى.
(٢) الفراء أبو الفضل يحيى بن زياد أمام الكوفيين وكان يقال له أمير المؤمنين في النحو كان فقيهًا متكلمًا عالمًا أيام العرب عارفًا بالنجوم والطب له كتب كثيرة توفي سنة ٢٠٧