للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكأنها بين النساءً سبيكة ... تمشي بسدة بيتها فتعي (١)

ولو بنوا من آيةٍ فعلاً للزمهم أن يسقطوا في الجزم أو يدغموا كما أدغموا في يفر ومن شأنهم أن يتبعوا الشيء نظيره ليتجانس الكلام كما قالوا قام يقوم قيامًا فهو قائم فأعلوا في الألفاظ الأربعة. فعلة قام كون الواو ألفًا وعلة يقوم سكون الواو وعلة قيام كون الواو ياءً وعلة قائم الهمز (٢) ولو بنوا من آية على فعل يفعل للحقهم في ذلك أشد مما فروا منه في باع يبيع لأنهم لم يبنوا في هذا الباب شيئًا على يفعل ولو رخمت رجلاً أو امرأةً اسمه آية لقلت فيمن قال يا حار يا آي فلم تقلب كم كنتً فاعلاً في شكايةٍ ودراية إذا سميت بهما لأن الألف التي قبل


(١) سبك الذهب والفضة ونحوهما من الذائب ذوبه وافرغه في قالب والسبيكة القطعة المذوبة منه وفي المصباح سبكته اذبته وخلصته من خبثه والسبيكة من ذلك وهي القطعة المستطلية وربما اطلقت على كل قطعة متطاولة من أي معدن كان والسدة الفناء وقبل غير ذلك واعا الماشي يعيي كل
(٢) في الأصل قايم بالياء وأكثر اسماء الفاعل من المعتل مكتوبة بالياء في هذه النسخة وقد صححناها في أكثر المواطن لأن الواو والياء بعد ألف فاعل تقلبان الفائم تقلب الألف همزة كقائل وبائع أصلهما فأول وبايع ولفظ هذه الهمزة خطأ ولذلك خطؤا الحريري بقوله في الرسالة الرقطاء في المقامة السادسة والعشرين نايل يديه فاض. وقوله فلا يوجد قايل. وقوله شايم برقه. وحقه نائل وقائل وشائم. وحكى أن أبا علي الفارسي دخل على واحد من المتسمين بالعلم فإذا بين يديه جزء فيه مكتوب قابل منقوطًا بنقطتين من تحت فقال له أبو علي هذا خط من قال خطي فالتفت إلى صاحبه كالمغضب وقال قد أضغنا خطواتنا في زيارة مثله وخرج من ساعته. وسبب ذلك وتفصيله في الجاربردي ص ٢٨٦