للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كأنها في الحسن بنات مخرٍ (١) فأنشأتُ متمثلًا ببيت صخر (٢):

لعمري لقد نبهت من كان نائمًا ... وأسمعت من كانت له أذانان

إن الله يُسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور أولئك ينادون من كان بعيد. وكنت في غيسان (٣) الشبيبة أود أنني من أهل العلم فشجنتني عنه شواجن (٤) غادرتني مثل الكرة وهي المحاجن (٥) فالآن مشيت رويدًا وتركت عمرًا للضارب وزيدًا وما أوثر أن يزاد في صحيفتي خطأ فيخلُد آمنًا من المحو وإذا صدق فجر اللمة (٦) فلا عذر لصاحبها في الكذب ومن لمعذب العطش بالعذب (٧) وصدق الشعر


(١) بنات مخر سحائب يأتين قبل الصيف منتصبات رقاق بيض حسان.
(٢) صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء لأبيها كان شاعرًا شجاعًا فلما مات رثته أخته بقصائد كثيرة حتى ضرب بها المثل لأنه كان يحسن إليها أكثر من شقيقها معاوية.
(٣) أي حدتها ونعمتها وفي بقية النسخ في عنفوان. أي أول ..
(٤) شجنه عن الشيء حبسه وفي بقية النسخ سواجن أي حبستئي والأولى أولى لأن سجن تتعدى بنفسها.
(٥) الكرة في الأصل ما أدرت من شيء والتي تضرب بها الكرة على الدواب والمحجن العصا التي أعوج طرفها خلقة في شجرتها وكل معطوف معوج ومحجنة وفي ر وهن المحاجن وفي م رهن المحاجن.
(٦) اللمة الشعر إذا ألم بالمنكب يريد إذا ظهر الشيب باللمة.
(٧) ضبط هنا المعذب بكسر الذال والعذب بسكونها وفي النسخ بفتحها في الأول وكسرها في الثاني وفسره م بالماء الكدر والأولى الفتح في معذب والسكون في العذب والمعنى من يأتي لمن يعذبه العطش بالماء العذب أي الطيب المستساغ وهذا التركيب يستعمل في استبعاد الشيء كما يقال من لي بالشيبة في الهرم ومن لي بالضحى في الأصيل.