للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت إذا قاله القائل حمله الراشد والغوي وربما أنشده من العرب غير الفصيح فغيره بطبعه الرديء ومن زيادة الألف على رأي أبي علي قول الراجز:

إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق (١).

فهو يرى أن هذه الألف زيدت بعد الجزم وليست الألف التي في قولك هو يترضاها والمذهب القديم ان الألف هي الأصلية لأن ردهم الأشياء إلى أصولها عند الضرورات أشبه من اجتذاب ما يستحدث من الزيادات وعلى هذا يجري القول في بيت عبد يغوث ابن وقاص (٢):


(١) هذان البيتان لربة بن العجاج من الرؤي المقيد وبعدهما.
واعمد لأخرى ذات دل مؤنق * لينة المس كمس الخرنق * اذا مضت فيه السياط المشق تملقه وتملق له تودد وتلطلف مؤنق معجب والخرنق ولد الأرنب ومشقه ضربه والشاهد في قوله لا ترضاها فانه اثبت الالف مع الجازم. وقد روى ولا ترضها وقال قوم ان لا نافية وليست بناهية جازمة والواو للحال والتقدير فطلقها حال كونك غير مسترض لها وقد قال في شرح المفصل ج ١٠ ص ١٠٦ وقد شبه بعضهم الألف بالياء في موضع الجزم كما شبهوا الياء بالألف حين اسكنت في موضع النصب وأنشد البيتين.
(٢) عبد يغوث بن صلاءة بن وقاص من بني الحارث بن كعب بن قحطان شاعر جاهلي يماني فارس وكان سيد قومه وقائدهم توفي قبل الهجرة بنحو ٤٠ سنة غزا بني تميم فأسرته وقد أسره غلام أهوج من بني عمر بن عبد شمس فانطلق به إلى أهله فقاله له أم الغلام من أنت قال أنا سيد القوم فضحكت وقالت قبحك الله من سيد حين أسرك هذا الغلام الأهوج فقال قصيدته المشهورة:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم نفع ولا ليا
والقصة في الأغاني ج ١٥ ص ٧١ وقد أشار في هذا البيت إلى ضحك أم الغلام الشيخة من جاوزت الخمسين عبشمية منسوبة إلى عبد شمس وهذا البيت روي على وجهين الأول ثري بياء المؤنثة المخاطبة وأصلها ثرين فحذفت النون للجازم وليس فيه شاهد =