للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان من الكين فهو من ذوات الياء واستكان على القول الذي حكي (١) وزنه افتعال ويستكين وزنه يفتعيل ومستكين وزنه مفتعيل وهذه أبنية مستنكرة وإنما يستعمل مثلها في الضرورة فأما في عمود اللفظ فلا يجوز أن تقع وقد روي أن الحسن قرأ واعتدت لهن متكآءً (٢) بالمد فهذا مفتعال وهو يضاهي في الألف باب افئيدة في الياء ومن مفتعال المستعمل في الضرورة قول الشاعر أنشده الفارسي

وعن شتم الرجال بمنتزاح (٣)

يريد يمنتزح وما أعتقد أن شاعرًا قويًا في الفصاحة يريد مثل هذه الزيادات وإنما هي شواذ ونوادر وقد يجوز ان ينطبق بها غير فصيح لأن


(١) أي على أن وزنه افتعل.
(٢) اتكأ على الشيء تحمل واعتمدوا لموضع متكأ وقالا لمفسرون متكأ طعاماً وانما قيل له متكأ لأن القوم اذا قعدوا على الطعام اتكؤوا وقد نهيت هذه الأمة عن ذلك والتاء فيه بدل من الواو وأصله من الوكاء وقد اختلفت القراء في متكأ فقرأ ابو جعفر متكا بتنوين الكاف وحذف الهمزة بوزن متقى خفف بترك الهمزة وعن المطوعي متكأ بسكون التاء وبالهمز وعن الحسن بالتشديد والمد قبل الهمز اشبع الفتحة فتولد منها الف. والباقون بتشديد التاء والهمز مع القصر
(٣) هذا شطر بيت لابن هرمة يرثي ابنه وأوله فأنت من الغوائل حين ترمي ورواه في اللسان ومن ذم الرجال وكذلك رواه الصحاح ورواه البغدادي في شرح شواهد الجاربردي حيث ترمى ومن ذم وقي انه يمدح به بعض القرشيين وكان قاضياً لجعفر بن سليمان بن علي ومعنى انت بمنتزح من الامر. انت ببعد منه وقد أراد الشاعر بمنتزح فأشبع فتحة الزاي فتولدت الألف وابن هرمة ابراهيم بن علي بن هرمة الكناني القرشي شاعر غزل وهو من مخضرمي الدولتين وهو آخر من يستشهد بكلامه وتوفي سنة ١٥٠.