للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من السكون ثم زيدت عليه الألف وهذا نقض للقياس لا يجوز أن يهذب إليه ذاهب عرف أصول العربية لأنهم لم تجر عادتهم بمثل ذلك ولو فعلوه في موضع لم يجعلوه أصلًا يقاس عليه وقد قالوا يستكين ومستكين قال ابن أحمر (١):

ولا تصلي بمطروق إذا ما ... سرى في القوم أصبح مستكينًا

وإنما استكان استفعل ومستكين مستفعل وهو مأخوذ من قولهم كان كذا وكذا أي المسكين (٢) كأنه شيء قد كان أي ذهب ومضى ويجوز أن يكون مأخوذًا من الكين وهو لحمة الفرج يراد أنه قد ذل وضعف كأنه قد صار من ذلك فاذا كان من الكون فألفه منقلبة من الواو


= [حال] إلى حال الا أن استحال عام في كل حال واستكان خاص بالتغيير عن كون مخصوص وهو خلاف الذل وقيل انها من الكين وهو لحم الفرج لأنه في أسفل موضع وأذله أي صار مثله في الحقارة والذل قال ابو علي الفارسي في قوله تعالى فما ضعفوا وما استكانوا لا أقول انه افتعلوا من السكون وزيدت الألف كما في منتزاج لكنه عندس استفعلوا مثل استقاموا والعين حرف علة ولذا ثبت في اسم الفاعل نحو مستكين وفي نحو يستكين على انه يجوز ان يكون من الزيادات اللازمة كما قالوا مكان وهو مفعل من الكون ثم قالوا أمكنة واماكن وتمكن واستمكن على توهم اصالة الميم للزومه وثباته في جميع تصرفاته وجعل ابن الحاجب استكان من الفعل المحمول على الفعل الثلاثي لانه استفعل من كان لا افتعل من السكون لبعد ان تكون المدة زائدة كما في منتزاح ولقولهم في مصدره استكانة لان افتعل لا يجيء منه افتعالة. وكلامه يدل على ان الأكثر على انه افتعل من السكون.
(١) ابن احمر عمر بن احمر بن فراص بن معن بن اعصر يخاطب امرأته وقد رواه في الصحاح كما هنا ورواه في اللسان ولا تحلي بمطروق ورجل مطروق ضعيف لين.
(٢) كذا في الأصل والصواب المستكين.