للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قولهم في حكاية صوت العندليب (١) وهو البلبل العندلة فحذفوا الباء لما اضطروا إلى ذلك كما حذفوا آخر الخماسيّ في التصغير والتكسير ولا يقول أحد من أهل القياس أن مبيطراً وبابه مصغرات وإنما يقال انهن وافقن لفظ المصغر وهذه الحكاية التي جعل فيها مبيطر ومسيطر من ذوات التصغير ذكرها أهل اللغة (٢) وهم يتجوزون في العبارة ولا يوفون التصريف ما يجب له كما ذكر بعضهم أن أولاً فوعل وذلك ما لا يجوز


= وبالتصغير يزداد ثقلاً ولأن تصغيره بوجب اسقاط حرف أصلي منه وفيه على ضعفه ثلاثة أوجه الأول أن يحذف الحرف الخامس كما يحذف في جمع التكسير وهذا اجودها فنقول في سفرجل سفيرج كما نقول سفارج الثاني أن يحذف ما أشبهه الزوائد أي ما كان من الحروف الزوائد في الجنس أو في الشبه فنقول في جحمرش جحيرش بحذف الميم لأنها من الزوائد والثالث أن تبقى حروفه فتقول في سفرجل سفيرجل قال الأخفش سمعت من يقول سفيرجل بكسر الجيم والقول الأول هو الأجود والأقرب إلى القبول والقول الثاني ذهب إليه الزمخشري وابن الحاجب وغيرهما وفيه بعد والثالث قيل بفتح الجيم وإيضاح هذا في شرح الرضي على الشافية ج ١ ص ٢٠٤ والجاربردي ٧٨ وشرح المفصل ج ٥ ص ١١٦
(١) العندليب قيل هو البلبل وقيل هو الهزار وقيل طائر يصوت الوانا وفي اللسان العندليل طائر بصوت الوانا والبلبل بعندل أي يصوت وعندل الهدهد إذا صوت عندلة. وقال الأزهري العندليب طائر أصغر من العصفور ... وجعلته رباعيًا لأن أصله العندل ثم مد ياء وكسعت بلام مكررة ثم قلبت ياء والشد لبعض شعراء غني
والعندليل إذا زفا في جنة ... خير أحسن من زفا الدخل
(٢) نقل في التاج عن شيخه أن المبيطر مما الحقوه بالمصغرات وليس بمصغر قال أئمة الصرف هو كأنه مصغر وليس فيه تصغير ومثله المهينم والمبيقر والمبيطر والمهيمن ولم يوجد من ذكر أن هذه الألفاظ من ذوات التصغير