للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على الأصل لقيل أُوْوُنْ بواوين الأولى منهما كانت همزة فجعلت واوًا كراهةً أَن نلتقي همزتان كما فعل بالهمزة الثانية في قولك اوتمن (١) لأن الواو والياء إذا كانتا بدلًا من الهمزة خرجتا من حكم القلب (٢) ألا ترى أنك إذا أمرت من أوى يأوي قلت إِيوِ فلم تقلب وكذلك قالوا رُوْيةٌ فجعلوا الهمزة واوًا (٣) ومن قال رُيّة في رؤية الزمه القياس أن يقول أُوُّ


(١) القاعدة أن الهمزتين إذا اجتمعتا في كلمة واحدة وكانت الثانية ساكنة وجب قلبها حرفًا من جنس حركة ما قبلها كآدم من الأدمة أصله أأدم وايت فعل أمر من أتى يأتي. والأصل إِئت وأؤتمن فعل ماض مجهول ائتمن بهمزتين.
(٢) ظاهر كلام أبي العلاء أن حكمها ما ذكره سواء كان الانقلاب لازمًا أم غير لازم وقد فرق بينهما الرضى في شرح الشافية ج ١ ص ٢٦ وج ٣ ص ٢٩٩
(٣) إذا اجتمعت الواو والياءُ وكان السابق منهما ساكنًا قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء الثانية ويشترط لذلك أن يكونا في كلمة واحدة وأن يكون سكون السابق أصليًا وأن لا يكون ذلك السابق بدلًا غير لازم. فلا قلب في نحو يدعو لعدم اجتماعهما ولا في نحو يقضي وطرا لأنهما في كلمتين ولا في نحو ويل ويوم لأن السابق غير ساكن ولا في نحو قوي بسكون الواو مخفف قوي ولا في نحو روية مخفف رؤية بالهمز لعروض الاجتماع والسكون. وبعض العرب بقلب ويدغم رؤيا ورؤية فيقول رُيا ورُية ويقيس عليه بعض النحاة فيقول في تخفيف قوي قي وحكى الكسائي الإدغام في رويا إذا خفف وقرئ شاذًا إن كنتم للرويا تعبرون وقال ابن الجزري في النشر ج ١ ص ٣٨٥ أن أبا جعفر قرأ رؤيا بإبدال الهمزة حرف مد بحسب حركة ما قبلها ثم ذكر اختلاف الرواة عنه في نبئنا ثم قال واجمع الرواة عنه على أنه إذا أبدل الهمزة واوًا في رويا والرؤيا وما جاء منه يقلب الواو ياء ويدغم الباء في الياء التي بعدها معاملة للعارض معاملة الأصلي وإذا خفف نحو رؤيا ورؤية ونؤي وادغم جاز الضم والكسر في الراء كما قالوا =