للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الهمزة الثانية ياء بإجماع من العرب وأهل القياس (١) ثم بقيت الياء المبدلة واوًا لازمة وهما في كلمة واحدة فقلبت وإن كان أصلها غير ذلك كما قلبوا في مصدر احواوَيتُ فقالوا احوِياء والأصل احوِيواء (٢) وكان يجب


(١) لأن القاعدة أن الهمزتين إذا وقعتا في كلمة واحدة وكانت الثانية ساكنة وجب قلبها حرفًا من جنس حركة ما قبلها كراهة لاجتماع همزتين مع عسر النطق بالثانية ساكنة مثل آدم وإِيت فعل أمر من أتى وأوتمن فعل ماض مجهول ايتمن يأتمن والأَصل أدم وائت وأؤتمن فقلبت في آدم الفًا لفتح ما قبلها وفي ابت ياء لكسر ما قبلها وفي اوتمن واوًا لضم ما قبلها مع سكونها في الجميع. وإنما قلبت الثانية لأن الثقل حصل منها. وإنما دبرت بحركة ما قبلها لتناسب الحركة والحرف الذي بعدها فتخف الكلمة هذا هو الحكم الغالب وأما قراءة أؤتمن وائلافهم بتحقيق الهمزتين ابتداء فنادرة لا يقاس عليها وأما مثل ءأتمن زيد عمرًا فليس من هذا الباب لأن الهمزة الأُولى للاستفهام والثانية فاء الفعل فليستا من كلمة واحدة واستيفاء الكلام في هذا الموضوع في كتاب سيبويه ج ٢ ص ٦٨ أو الرضى على الشافية ج ٣ ص ٥٣ والجاربردي وابن جماعة ص ٣٦٠
(٢) اُلحَّوة سواد إلى الخضرة وقيل حمرة تضرب إلى السواد يقال حَوِي واحواوي وقيل واحووَّي أيضًا واحواوت الأرض اخضرت والفرس كان لونها كيتًا واحواوي افعالل من اُلحوَّة وأصله احواوو. ولم يدغم لسبق الإعلال على الإدغام ولكون الكلمة به أخف ومصدره أحوياء واحويواء ولم يذكر سيبويه إلا الأول. قال سيبويه ج ٢ ص ٣٩١ وإذا قلت أحواويت فالمصدر أحوياء لأن الياء تقلبها كما قلبت واو ايام. وقد نظر سيبويه إلى أن المصدر أصل للفعل فلا يكون الياءُ فيه بدلًا من الألف في الفعل بل الألف في الفعل بدل من الياء في المصدر. ومن قال احويواء بلا قلب ولا إدغام فإنه نظر إلى أن الياء عارضة في المصدر للكسرة وأصلها الألف في احواوي فصارت لعروضها لا يعتديها كما لا يعتد بواو سوير وبويع لكونها بدلًا من الألف في ساير وبايع وذكر بعض الصرفيين أن احويوا ترك فيه الإدغام ليناسب فعله في صورته وذكر =