للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحكى المازني أنه سمع أبا عبيدة يقول ما أكذب النحويين يزعمون أن التأنيث لا يدخل على التأنيث وأنا سمعت رؤبة بن العجاج يقول علقاة يعني الواحدة من العلقى وهو ضرب من الشجر مرّ ينبت في الرمل قال الشاعر يخاطب جمله

فمت كمدًا أو كل على غير شهوٍة ... أفانين علقى مرّةٍ بأميل (١)

الأميلُ رمل يتعقد ويستطيل فيكون أميالًا وربما كان مسيرة يومين أو ثلاثة وليس ما ذهب أبو عبيدة إليه مبطلًا مذهب النحويين لأن من قال علقاةٌ بالهاء جعل الألف لغير التأنيث فلا يلزمهم ما قال

وإذا جعلت إيا على وزن أصبع وجب فيها من الاشتقاق ما وجب فيما قبلها إلا أن أحكامها مختلفة والقول الذي ذهب فيها أقوى لأنا إذا جعلناها على إفعٍل وجعلناها من أوى احتجنا إلى الجمع بين همزتين فتبدل الثانية ياءّ وإذا أُبدلت الهمزة كان القياس ألا تدغم لأنهم قالوا في الأمر من أوى يأوي إِيو فلم يدغموا وكذلك قال أكثر العرب رُيَةٌ لما خففوا رُؤيًة فلم يدغموا وقد قال بعضهم رُيّةٌ في رُوية وريةٌ أَيضًا فكسروا لأجل الياء فيكون أصل إيا إذا كانت على إِفعل من أوى إِئوى فجعلت


= جاء وصفًا إلا بالهاء فكلامه يدل على ترجيح أن ألف علقي وأرطى للإلحاق ولو كانت للتأنيث لما قيل أرطى وعلقي منونتين لأن ألف الثانية لا تنون. ولما قيل في الواحد ارطاة لأن التأنيث لا يدخل على تأنيث. وللعلماء أقوال في هذا المقام ذكر معظمه في شرح المفصل ج ٥ ص ٢٨ واللسان في ارط وعلق وشرح الشافية للرضى ٢/ ٣٤٣.
(١) الكمد هم وحزن لا يستطاع امضاؤه