كلما أمسكت بصحيفة يومية، ونظرت إلى صفحاتها، وتأملت كل عامود من أعمدتها، وتطلعت إلى صورها وإعلاناتها كلما قدرت الجهد المبذول طوال الأربعة وعشرين ساعة؛ لتكون الصحيفة قبل آذان الفجر في يد القارئ الغير مقدر لهذه الجهود.
ولا يقع العبئ على رؤساء التحرير "وحدهم"، إنما كذلك على المحررين الذي ينقلون عن وكالات أنباء غربية تشوه الأخبار، وتصيغها بطريقة تعطي إيحاءًا خاطئًا.
وفي اللحظة الذي يمضي فيها رئيس التحرير ليله سهران بجانب صحيفته، لا يرتد إليه "طرف"، ولا يغمض له جفن- يقضي معظم الناس أوقات سعيدة سواء في إحدى المنتديات، أو في منازلهم بين أسرهم وأولاده، وفي كلا الحالتين ينامون مرتاحي البال. في حين يظل رئيس التحرير مؤرقًا لساعة أو لساعتين أخريتين يتابع تصحيح تجارب الطباعة "تجربة" بعد تجربة، ويفكر في وسيلة يزيد بها النسخ المباعة من صحيفته، ويحقق مكانة أفضل لها.
ولهذا فرئاسة التحرير "منصب" لا أحب أن أستمر فيه قط.