للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: مدخل وتمهيد]

لا يظنن ظانٌّ أن دافعي إلى التعرض لِلُغة الإعلام بالنقد والتصويب هو محاولة الانتقاص من منشئي هذه اللغة ومستعمليها. أو التقليل من الجهد الكبير الذي يبذلونه في تقديم أفكارهم مكتوبة أو مسموعة. أو أفكار غير مقروءة بلغة صحيحة.

وإنما دافعي الأساسي لهذا النقد هو الأخذ بيد من ينشد الكمال اللغوي من أصحاب القلم واللسان، وبخاصة المذيعون، ومعدو البرامج الإخبارية، ورجال الصحافة، لما أعرفه من أثر لغة الإعلام في الارتقاء بلغة الناس، أو الانحدار بها، وإذا كانت لغة المذيع الإنجليزي ما تزال تتخذ معيارًا للصواب اللغوي فإننا نتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه لغة المذيع العربي معيارًا للصواب اللغوي هي الأخرى. وإذا كان كُتَّابُ الصحافة- من بين رجال الإعلام- يتمتعون بميزات كثيرة، منها حصولهم على الوقت الكافي لتنقيح ما يكتبون ومراجعته. ثم وجود المصحح أو المراجع الذي يتلافى ما قد يند عنهم، وأخيرًا ما تستره الكتابة من عورات؛ لأن معظم الأخطاء يأتي في الضبط بالشكل، وهو ما لا يظهر أثره في المادة المكتوبة- فإننا يجب أن نلتمس بعض العذر للمذيع الذي قد لا تتاح له فرصة المراجعة والضبط والذي قد لا يستطيع أن يخفي من زلاته اللسانية ما تخفيه الكتابة.

<<  <   >  >>